31 ديسمبر 2011

فقاعة من الصقيع !!!ا






( 6 ) 
الساعة السادسة 
29/ 12/ 2011 


اينما اذهب ، احمل وحدتي معي .. 
رفيقة دربي وليالي الطويلة ..
شريكة النهار الطويل والليل الاطول 
رفيقة لحظات الاندهاش وشريكة لحظات البهجة !!! 
اينما اذهب ، تحتلني ولا تبارحني !!! 
وتحيطني بفقاعة شفافة من الصقيع !!!
وكأني وسط الاخرين لكني معها وحدها !!!ا
تشاركني فراشي ومائدة طعامي ورعشة الحمي ببدني وسندوتش الجبنة وفنجان القهوة ودخان السجائر .. 
تسمع معي الاغاني التي احبها وتضحك علي ضحكي امام مشهد كوميدي وتترك دموعي تنهمر ولا تمسحها وقتما تجتاحني الاحزان وتعدني دائما بمزيد من الدموع ...
اينما اذهب تجالسني ولاتترك للاخرين مساحات الاقتراب ، انا لها وهي لي !!! 
حين انام في فراشي تغلق باب حجرتي وتحرسه من الغرباء وحين افتح شباكي صباحا تبتسم للشمس تناديها لتؤنسنا وتشاكس البلال علي الافرع القريبة وتضحك للنهار الجميل وتحكم الشباك وضلفه القوية تحميني من المتلصصين والاخرين ممن تدرك خطرهم فتنفرهم من صحبتها وصحبتي !!! 
لم احاربها لكنها تتوجس من صمتي فلا تترك لي برهه لالتقط انفاسي بعيدا عنها او اري العالم بغير حدقتيها ، استسلمت لها لكني تخاف تمردي ، فتمازحني وتستدعي ذكرياتي وتقص علي الحواديت وتشاغل خيالي وتلون احلامي بالوانها الرمادية ولاتترك منفذا للحياة لتبعدها ، وتهددها وتهددني بأنها لن تغادرني ولن تبارحني واما ابقي معها واما ابقي معها لاحل اخر ستسمح به ابدا !!!
اسافر بها واعود ، احتلتني حتي ادمنت مرارتها واستوحشت الحياة بدونها !!! 
وفي رحلتي الاخيرة قفزت وحدتي في السيارة قبلي واغمضت عيني طيله الطريق الطويل وقصت علي ذكريات كل السفريات التي شاركتني لحظاتها ، ذكرتني بمصيرنا الذي عشناه معا ، وعدتني الا تضايقني لكنها لن ترحل عني ولن تتركني و........بدأت رحلتنا انا وهي والصحبة الجميله التي لم تفلح ابدا في ابعادها عن لحظات لهونا الصاخب !!!ا 
في الرحلة وايامها القصيرة ، ارتدي اجمل ملابسي واتجمل وابارح حجرتي وهي معي ... 
اشارك الجميع الضحك واصفق علي نغمات الغناء وارفع عقيرتي بالغناء بعيدا عن اللحن ويسري الدفء في بدني وكأني سعيدة...
اندمج في صحبة جميلة لكن احد لايشاركني ولايقاسمني اللحظه التي اعيشها ..
اتمني اقترب من احدهم واهمس له بكلمات خاصه فينظر لي نظره ذات معني فنيتشر الدفء يهون الصقيع المنتشر لكن بجواري غرباء لايكترثوا بكلماتي الخاصة ولا يروني !!! 
اتمني وقتما ارتعش ووجهي عاجي الملامح وابتسامه مرسومه عليه وكأني لاارتعش ، اتمني يمد احدهم يده ويحكم شالي الصوفي علي كتفي ، لكن كل الايدي مشغوله بالتصفيق الصاخب ولااحد ينتبه لرعشة قلبي ...
اينما اذهب ، احمل وحدتي معي ..
ابتلع دموعي المالحة التي اذرفها فوق روحي المتوجعه بالوحدة فيزيد الملح المر من وجعي ووحدتي ، ابتلعها وانا ابتسم وكأني سعيده 
واتمني حضن دافء يعيدني لرحم امي ويطمئني ، لكن البرد المتساقط فوق سعف النخيل المحيط بالمكان ، يذكرني بأني يتيمه وان امي ماتت من عشرة سنوات وان جميع الاحضان موصدة في وجهي .. 
اينما اذهب ، اضحك وابدو سعيدة وسط صحبة جميله من الاصدقاء الطيبين لكن احد منهم لايخصني ولايقاسمني مشاعري ولا يبدد الصقيع والوحدة ....
ابارح منزلي ووحدتي تسبقني ، واعود له ووحدتي تسبقني و.......حين اكتب هذه الكلمات تتقافز فوق مفاتيح الاحرف التي اكتبها بها مشاعري فرحه لانها صديقتي الوحيدة التي لم يفلح احد يقلعها من روحي ، تبتسم وتخرج لي لسانها وتنام راضية !!! 
سافرت وعدت .....وكل رحله سعيده وانا ووحدتي طيبين  ....

( اديني من وقتك ساعة  - 6 ) 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

مجدي السباعي
حمدا لله علي السلامه
كلنا نشعر بهذه الوحشه ..كلنا نعيش نفس الاحاسيس
لكن كلماتك الدافئه تعبر دائما عما يجيش في انفسنا باحسن ما يمكنا به التعبير

manoola يقول...

أميره

أثارت ارتباكي "فقاعة الصقيع"
تلفت حولي لأتأكد
هل هناك صقيع حولي؟
ظننت في كثير من الاحيان ان تلك الفقاعة تنبت هناك في الاقماع
مع مرور الايام تكبر وتكبر حتى نتلاشى فيها
الكثير منا يعيش تلك الحاله
لكن كل واحده منا تسميها باسم مختلف
لا تستطيعين محاربتها حتى لو قدمتي لها كل مواثيق الصداقة... ولن تترك لك اي مساحة مهما تلطفت بكل ذوق الدنيا معها
لا تجربي معها
الصمت
الهروب الى الصحاري
الجلوس امام البحر
السهر على القهوة وسط الاصدقاء
وغيره وغيره وغيره
ربما لسبب بسيط
انها صارت جزء منك وصرتي جزء منها
كحال الكثيرات منا

احتاج لفنجان قهوة ساده
وبعض من الهواء
بعد
فقاعة من الصقيع
ورغم هذا
انتي رائعة... لانك صادقة