30 ديسمبر 2009

ومضات من الذاكره !!!!!!!!!!!!!1


ومضات من الذاكرة ...!!!!

كيف كتبت روايتي الاولي !!!!!!!!!!

كتبت روايه العيد في عشره سنوات ، نعم في عشره سنوات ، ارجوكم لاتندهشوا ، دخلت عالم الروايه دون ادراك لمعني هذا الدخول ، في راسي فكره تدور وتزن ، ساكتبها روايه ، هكذا ببساطه ، شخصياتها ، امسكت ورقه وقلم وكتبت الشخصيات ، من هم هؤلاء ، امسكت ورقه وقلم ووصفت الشخصيات ، هذا زوج هذه !!! هذه ابنه هذا !!! العمات الخالات الازواج الابناء !!! اتكلنا علي الله ، وعلي راي عادل امام هي كيمياء وبدأت اكتب الروايه !!!!
عندما بدأت في الكتابه ، تعجبت للغايه ، ظهرت شخصيا لم اكن اعرفها ، نعم ، لم اكن اعرفها ، ظهرت موجوده حيه فاعله ، تتشاجر مع بقيه الشخصيات لاثبات وجودها مكانها ، هي شريكه في كل الاحداث وتقول كلمه وجمله في كل صفحه !!!! ظهرت كانها انسان حي ، صحيح لااعرفه ، لكنه يعرف نفسه ، يتصرف وفقا لنفسه لافكاره لقيمه لسلوكه لثقافته لشخصيته !!!! وكانت هذه مفاجئتي الاولي في هذا العالم السحري !!!!
عندما بدأت الكتابه تعجبت للغايه !!! ليه !!! لاني كنت اعرف الفكره واعرف الشخصيات ، لكني لااعرف ماذا سيفعلوا سيقولوا ، لكنهم الشخصيات كانت تعرف ماذا عملت وماذا قالت وكيف نامت وكيف قامت وتحب من من بقيه الشخصيات وتكره منه !!! وهكذا ومع السطر الاول انطلقوا في صفحات الروايه يعيثوا فيها فسادا !!! يتشاجروا وياكلوا ويرقصوا ويتحابوا ويضحكوا ويبكوا !!! لم اكن اعرف احداث الروايه - انا المؤلفه - لكن الشخصيات كانت تعرف عالمها واحداثها وانطلقت تكتب بقلمي احداثها هي !!!!!
كنت اعرف اول الروايه واخرها !!! وعندما بدأت في الكتابه اكتشفت انه يستحيل ان تعيش الروايه كل الاحداث المتصوره مابين الاول الذي اعرفه والاخير الذي اعرفه !!! ستكون الف صفحه ،كل هذه الشخصيات وحدث البدايه المعروف وحدث النهايه المعروف سيتحتاجوا الف صفحه حتي تتم الفكره !!!! متي عرفت هذا !!! عرفته بعدما كتبت ربع الروايه ، وقتها قررت ان تكون الروايه علي جزئين ، اذن الربع الذي كتبته في حقيقته هو نصف الجزء الاول ، لكنه نصف منقوص لايفصح عن شخصياته لاني كنت اعتماد علي بقيه الاحداث الطويله لكشف الشخصيات ، اذن ساكتب النصف الثاني من الجزء الاول اكثر استفاضه وشرح ، وسوف اعود للنصف الاول بعدما انهي النصف الثاني !!!
وكانت هذه هي المأساه ، كتبت النصف الثاني للروايه باستفاضه وفتحت الشخصيات وقصصت حكايتها وعرفت القاريء بها وسارت الاحداث حتي نهايه الجزء الاول ، لكن هذا الجزء نتيجه للخلل في طريقه الكتابه كان معووووج !!! النصف الاول مقتضب مختصر لايكشف شخصياته !! والجزء الثاني اسهاب واستفاضه !!! اذن ساعيد كتابه الجزء الاول حتي اصل لبدايه الجزء الثاني وكان الله بالسر العليم !!!
وكتبت النصف الاول من الجزء الاول حتي وصلت لبدايه النصف الثاني من الجزء الاول !!! وهنا كانت المفاجأه الكبري ، مازالت الروايه معوووووجه لكن بطريقه مختلفه ، صار الجزء الاول ادسم واوضح من الجزء الثاني ، لاني كتبته وانا اعرف احداث الروايه ونهايه جزءها الاول ، لماذا ، لان الشخصيات في الجزء الثاني كانت كشفت عن نفسها ، وعندما عدت اكتبها في النصف الاول كنت اعرفها واعرف مصيرها في كتابي فاصبحت اكثر قدره علي وصفها في النصف فالاول من الجزء الاول ...... واستمرت هذه اللعبه عشره سنوات ، طبعا لم اكن متفرغه للروايه فقط - كنت اعمل واربي البنات واطبخ واعمل مربي البلح في 3 ايام وازور امي وابويا واعيش عادي يعني !!!
اذن عشره سنوات اعيش عادي واكتب في الروايه ، تاره من الاخر للاول وتاره من الاول للاخر ، وكلما اكتب اعرف الشخصيات اكثر واتعرف عليها اكثر وتكشف لي هي اسرارها اكثر واكثر ، فيصبح ماكتب تافه بجوار مااعرفه ، فاعيد الكتابه مره واتنين وعشره ودوخيني يايلمونه !!!!
انتهيت منها 1996 وكنت اظنها لن تنتهي ابدا !!! ارجوكم لاتنسوا ، اتكلم انا عن الجزء الاول من الروايه!!!!
عشره سنوات من حياتي اعيش من 50 شخصيه !!! انا وهم !!! اسمع احاديثهم وصوت ضحكاتهم واراهم بملابس النوم حافيين ومنكوشين ، صاحيين من النوم ، خلاص بيناموا ، بياكلوا ايه ، ومين كل اكل مين ومين اتخانق مع مين وليه !!! عشره سنين العفاريت ملازماني عايشه معايا ، هي تعيش وانا اكتب وهي تتخانق وانا اكتب وهي تتصالح وترقص وتضحك وانا اكتب !!!!
عشت معهم وحفظت روائحهم وتخيلت اشكالهم ، تحولوا لبشر حقيقين ، اعرف من سيقول ايه وقتما يستيقظ ماذا سياكلوا كيف سيبكوا كيف سيرقصوا ...
في احد المشاهد الهامه في الروايه ، بل اهم المشاهد ، جلسوا جميعا في الصاله ، هههههه ، نعم في الصاله ، وامسكت ورقه وقلم ورسمت الكراسي والكنب ، من سيجلس بجوار من ، من سيجلس علي الارض ، من سيقف خلف الكنبه ، رسمت المشهد بالورقه والقلم ليس رسما في خيالي بل رسما حقيقيا ، رسمت الكراسي والكنب والسجاده اللي علي الارض ، من سيجلس جنب من وليه ، مين حينام علي كتف مين ، مين حيمسح دموع مين ، وعندما انتهيت رسم المشهد جلست وسطهم اسمع كلامهم وخناقهم !!!
وانا اكتب الروايه رحت دار الكتب احضرت الجرائد التي كانت تصدر وقت احداث الروايه ، المانشتتات بتاعتها ، برامج التلفزيون ، علشان الشخصيات لما تسمع الراديو تسمع الحقيقه ، لما تتفرج علي الفيلم تتفرج علي الفيلم اللي اتذاع فعلا يوم الاحداث ، لما تتخانق وهي بتقرا الجرايد تتخانق علي المانشتتات الحقيقيه ، رحت دار الكتب علشان اجيب الحقيقه والواقع للروايه ومابقيتش عارفه انا خدت الواقع للروايه ولا خدت الروايه للواقع ، لكن كل اختلط علي كله !!!!!!!!!!
عشره سنوات اعيش مع شخصيات الروايه ،الشخصيات التي كنت اعرفها والشخصيات التي اقتحمت الروايه واقتحمت حياتي ، شخصيات لااعرفها ، لااسمها ولا وصفا ، لكنها كانت جزء من نسيج الروايه دون ادري ، اقتحمت الشخصيات واشتبكت معها ، وعاشت بل وصار بعضها شخصيات اساسيه ، " كوع " لبقيه الشخصيات وسرق مساحاتهم واعطي نفسه بطوله مطلقه !!!
غريبه جدا كتابه هذه الروايه ، فكره خلقت شخصيات والشخصيات خلقت احداث والاحداث احضرت شخصيات والشخصيات خلقت احداث وانا اكتب الجزء الاول تاره من الاول للاخر وتاره من الاخر للاول !!! هذه كانت مرحله غريبه جدا من الكتابه !!
المرحله الثانيه ، هي مرحله مراقبه ضبط الايقاع !!! هههههههههههههه !!! كلام غريب جدا ، ربما غير علمي ، ربما الكتاب المحترفون يتعاملون مع كتاباتهم بطريقه مختلفه ، لكني لست محترفه وجاهله ولااعرف كيف ساكتب !!! لكني كتبت !!! بعدما انتهت من كتابه الروايه وسطره كلمت " انتهت " انتابني احساس غريب ان الاحداث مبعثره ، ومتناثره !!!
ربما احدهم خرج من البلكونه ثم وجدناه في الجنينه ، ربما احدهم نام وفي نفس المشهد دخل من الخارج !!! اذن احتاج لململه الاحداث ، لمراجعه ايقاعها حركه الشخصيات ، وتتبعت كل شخصيه من اول الروايه لاخرها ، ان خرج اسال نفسي متي عاد ، ان نام متي استيقظ ، ان دخل هذه الغرفه يتعين مراقبته حتي يخرج !!!!!! وعندما تتبعت الشخصيات اكتشفت بعض المطبات ، وحتي اعالج المطبات وعدم انضباط الحركه ، بدأت اعدل الاخطاء بكتابه مشاهد ازيد او جمل حواريه اكثر ، وعندما بدات اكتب مايعالج المطبات والاخطاء ، بدأت الشخصيات تنسج طرقها من اول وجديد وتتشاجر معا وتضبط ايقاعها بنفسها ، تضبط حركتها وجملها الحواريه ، تقول وترد علي بعضها بشكل مضبوط ، اذن ضبط الايقاع ومعالجه المطبات خلق صفحات جديده واحداث جديده وحوارات جديده !!!!
ومازلت اكتب واكتب واعيد الكتابه ، وابحث عن الشخصيات واضبط وجودها !!!
واترك الروايه طويلا ، واعود اقرا ما كتبته ، فاكتشف عن كل شخصيه قابضه علي نفسها ووجودها وخصائصها بشكل مذهل اذهلني انا ، كان العفاريت هي التي كتبت ماهو مكتوب !!! كيف قبضت الشخصيات علي نفسها بتلك الطريقه ، كيف تكلمت كل منها بطريقه بالفاظ بخصائص حركيه ، كيف كل شخصيه احبت الشخصيه التي تتوافق معها وكرهت مايتنافر معها ، بطريقه فطريه بسيطه ، كانهم بشر حقيقيون يعرفون الاخرين ويحددوا مواقفهم منهم بهذه الطريقه الغريبه !!!!!
عشره سنوات وخمسين شخصيه ودوخيني يالمونه !!!
احدهم وقت قرأ الروايه قال هذا ليس عملها الاول ، نعم لم يكن عملي الاول او كتابتي الاولي لانه كتب عشرات المرات ففقد براءه الكتابه الاولي واكتسب ملامح الكتابه الاحترافيه !!!!
لكنه في الحقيقه وقت نشر الكتابه كان عملي الاول والاخير ومابينهما الف كتابه مختلفه علمتني الكثير ، لكن الالف كتابه التي علمتني وطورت احساسي بالروايه وحسنت منها كان كتابه منها فيها ايضا !!!! لقد كتبتها الف مره فلم تعد عملي الاولي لكنها كانت عملي الاول !!!!!!!!!!!1
تجربه كتابه روايه !!! حد قالي بعد قراءتها انها ستكون العمل الوحيد الذي ساكتبه !!!!
لم اصدقه لكني لم احب طريقه كلامه !!!! وظللت اسال نفسي اعواما طويله هل حقا اعرف اكتب ولدي مااكتبه واكتب عنه ، ام اني اعيش في الوهم الذي انتهي فعلا بعد نشر الجزء الاول من روايتي !!!!!!!!!!!
اه نسيت اقول اني كنت باكتب الروايه اما يوم الخميس الصبح او اي يوم بعد الساعه 12 بليل !!!
وكنت باكتبها علي ورق مسطر لونه بمبه ، حاطاه في فولدر عليه دباديب !!!
وكنت باكتب بالفلوماستر الازرق او الاسود !!!
كنت اروح ااقعد في كافيتريا احد الفنادق كل يوم خميس !!!
من الساعه 9 للساعه 3 اكتب واكتب واكتب !!!!
لماذا تذكرت كل هذا ؟؟؟؟؟؟
لاني سابدأ قريبا في استكمال الجزء الثاني من الروايه !!!
ولنشر الروايه قصه موجعه طريفه ساحكيها فيما بعد !!!
واستقبال الناس لها قصه موجعه فقط ساحكيها فيما بعد !!!
ولكتابه الجزء الثاني قصه طريفه موجعه ساحكيها فيما بعد !!!
ماكتبته اليوم هو كيف كتبت الروايه !!!!


هناك تعليق واحد:

مها العباسي يقول...

بحبها جدا روايه العيد