03 يناير 2012

مباغتة !!!!ا




( 8 ) 
الساعه الثامنة 
3/ 1/ 2012 


مجرد مباغتة !!!
وسط ظلام دامس ، وحدقتين مفتوحتين بقوة وشده لتريا وسط ذرات الظلمه المبعثرة حولها مالذي يحدث ولماذا ، في تلك اللحظه الوجلة التي يرتجف القلب فيها توجسا من كل مايحيطه رغم كل عبارات الطمأنينة التي يرددها علي مسامعه ليقوي حواسه لتنتبه للظلمه ومايجري فيها ، في تلك اللحظه يباغته شيء ما جديد ، يباغته وجع حاد كالصفير الممتد ، صفير يمزق الاذن والطمأنينه بجرح صغير ويردم جدرانه المفتوحه بالملح ، الم مباغت يدوي وجعه كدقات الطبول تخلع القلب رعبا والامان وتفقد الوعي توازنه وادراكه وتشتد الظلمه تنثر رعبها اشباح قبيحه كالاكاذيب المفضوحه المهينه ، فينتبه الوجدان الممزق بالامنيات المستحيله بنهايه رحله الوهم والاكاذيب التي اشتراها ليتكيء عليها في الرحلة الطويلة الموحشة ، وجع مباغت كالصفير الحاد كصوت الزجاج المتهشم المتناثر كالامان الضائع مفصحا عن نهايه الخديعه والاحلام ...
هنا يقف الزمن ويتجمد ، الثانيه التي تشهد المباغته والادراك ورد الفعل ، تلك الثانية تطول وتطول وكأنها دهرا لابدايه له ولا نهاية!!! 
مجرد ثانية !!! 
يرتجف القلب اكثر وربما يضطرب وتتسارع دقاته او تتعثر ، يفصح عن ادراكه للمباغته ووجعها ونذالتها بالارتباك وربما الخوف والفزع ، يبحث في المعارف المتراكمه بوعيه عن معني ماحدث له ومايحدث ، يبحث عن تفسير للغامض الذي لم يفسر نفسه ، ربما اصابع تمتد في الظلام للوهن المرتعش ، ربما اصابع طيبه لتربت علي الخوف وتبدده ، ربما اصابع تبحث عن عنق اللحظه لتكسره ، ربما اصابع تتسلل تحت الجلد لتسرق مراكز الطمأنينة الموصولة ببؤر الاحساس وومضات الاعصاب ،
مازال الظلام دامس والاكاذيب الصغيرة التي تحولت شوكا في مراكز الاحساس تسيطر علي اللحظه تزيف المشاعر والوعي ، مازال القلب المرتجف بالوجع الحاد وصفيره المنفر يكذب علي نفسه وكانه لايفهم ، يبحث عن الم يتجرعه وكأنه يعاقب نفسه لانه قبل الخديعه التي كان يراها منكرا ماستمنحه له متمنيا زيفا يسعده ولو كان قصيرا ، انتهت اللعبة ايها القلب العليل بالاحتياج وجاء وقت الوجع ، جاء في وقت لاتنتظره ليسدل الستار علي باقات الاكاذيب والاوهام والامل العبثي !!!! المباغته اتتك من حيث لاتنتظر وقتما لاتنتظر لتتعذب بما تستحق وتفيق من الوجع الجامح للمرة الاخيرة !!! 
مجرد ثانية !!! 
الثانيه القصيرة تتشظي لملايين النجوم المبعثرة ضياعا في المثلث الاسود ، ويطول الزمن المتجمد ويطول ، والربما تصبح الف مليون ربما ، كل الاحتمالات وارده في الظلمة وكل التفسيرات غريبه ومخيفة ولحظه المباغته ضربت ضربتها وفرت وترك دوائر كثيرة ترتجف وتتسع وتتداخل كمثل سطح الماء العطن وقتما يحركه حجر سقط بالصدفه علي سطحه فارجفه ، الربما تصبح الف مليون ربما ، اسئله متلاحقه كثيرة تبدأ من اعماق بعيده كبدايات الاعصار وتعلو وتتصاعد وتقوي وتدور وكل سؤال وحده في اصغر جزء من الثانيه يخلق اعصار اقوي من الاعصار الاسبق وتطول الثانيه وتطول ويمتد الزمن ويمتد واجابه يبحث عنها القلب المرتجف بالوحشة ليفهم مالذي باغته ولماذا وكل الحسابات الوهمية التي رسمها فوق الاوراق الممزقة المتطايره كعصافير الجنه وسط نثرات الظلمه والوحشه والادراك الغائب لاتكفي ولاتصلح لتفسير تلك المباغته القصيرة التي رطمته بقوة كزلزال عنيف استحوذ علي كل قوته ووحشيته من كل توابعه التي قتلها قبلما تتبعه والتهم قوتها وعنفها كله وضرب ضربته المخيفة وتلاشي ... ومازلنا في الثانية القصيرة نعيش دهرا وكأن كل الزمن اختبيء فيها ومنحها حياته السرمديه ليمتد وجودها ويمتد و.......مازال القلب المرتعد بالخوف يبحث عن فهم او تفسير ومازالت الحدقات تتسع وتتسع ومازالت الرؤية مستحيله والرجفة تهز الجدران للقلب والوجود والخوف طليق حر  كالروح التي ياخذها بارئها فتتحرر من الجسد الفان وتنطلق في ملكوت واسع لحيث لاتعرف ولانعرف ، الخوف طليق حر وسط الظلمة ونثرات العرق تتساقط وكأن الثانيه الموحشة استحالت خندق ضيق حاصرته المدافع ودويها فاستعدت للموت استسلاما وطال زمن الانتظار وطال ومازال القلب المرتجف بالوحشه يبحث عن فهم لكل ماحدث له في تلك الثانية القصيرة الطويلة !!!! 
مجرد مباغتة !!
في ظلام دامس ورعب ، يباغت القلب المرتجف اصابع وقع لمساتها علي الروح كالكهرباء القاتله ، رجفه وانتفاضة ووجع وغيبوبه وادراك لتسلل بروده الموت مختلطه بسخونة الالم ، انها مجرد اصابع امتدت في لحظه موحشة لقلب يرتجف رعبا من كل التجارب القديمة التي كوته ولم تحرقه واوجعته ولم تقتله ، اصابع في ظلام دامس تلامس قلب لم يتغلب علي البعثرة القديمه ومازال بتعثر يحاول  يتوازن علي سلك مشدود فوق هوة عميقه في غرفه مظلمه مخيفه ، وكأن كل مامر به وعليه لايكفيه ليفقد توازنه ويتبعثر ويتلاشي نثرات شك وسط الظلمة ، في تلك اللحظة تصبح التفسيرات اكثر رعبا من كل الغموض ، لايرغب القلب المرتعد بالوحشة في الفهم ، لايرغب في الطمأنينه لانها مهما طالت زائله ومؤقته وستنتهي بوجع اكثر وخوف اعمق ، لايرغب في النفور والكراهية التي مزقت انياطه قديما وتركت ندباتها جروحا متقيحه فوق جدران بطينه واذنيه ويكفيه جروحا فلم يعد للروح طاقة تتحمل مزيد من النزف والذبح والبعثرة ، لايرغب في النفور ولا القرب ، لايرغب في الانطواء علي نفسه اكثر مما انطوي ولايرغب في فتح طاقات الامل في الروح فتخدعه مرة عاشرة ... في تلك الثانيه الممتدة يغيب الوعي اكثر واكثر ويتحول الزمن المجمد الثابت لجدران لملساء لاتمكن من تعتقله من اعتلاءها والصعود بسلام للثانيه اللاحقة مدعما بالفهم اي ماكان وجعه او وحشته او غرابته !!!! 
مجرد مباغته ...
يطول فيها الزمن ويطول ، ويغيب الادراك ويغيب ويتجدد الالم ويتجدد ، وتكاد الروح تزهق فينتفض الجسد احتجاجا وغضبا ويشحذ مراكز الفهم في عقله المعطل بالمفاجأة ويستدعي كل خبرات الالم القديمه لتذكره بكل ما مر عليه وخرج منه سالما حيا بندوب لم تبرء وانتصار لم تفلح كل الذكريات الموجعه في كسره وهزيمته ، في تلك الثانيه الطويلة الممتدة ، ينتفض العقل المعطل بالمفاجأه ويفتح اضابيره القديمه ويخرج كل الوجع من كل الاسطر والاحرف والكتب ، ويذكر نفسه بقدرته علي المقاومة وطاقته علي التحمل وصبره علي المصاعب ، يذكر نفسه بانتصارته الصغيرة وقوته المختبرة في تحمل الصعاب واجتياز اشق الصعوبات بنجاح وتحدي ، في تلك الثانيه الطويله الممتده بالوجل والارتباك وسط الظلام الموحش والصمت المطبق والحدقتين المفتوحتين بحثا عن البصيرة ووهجها وسط الظلام الكفيف ، في تلك الثانية ينتفض العقل من شلل المفاجأة رافضا الاستسلام لوحشتها ووجعها ، ينتفض العقل ويستجمع قواه المبعثره فوق دروب اليأس ويجمعها بقوة لتشق الظلمه كمثل شرارات البرق التي تفض وحشه الليل المخيف بوهجها المبصر وعنفوانه المنير ، ينتفض العقل ويشد القلب الوجل من هوتة الجديده التي انزلق لها وسط الظلمه مخدوعا بقراراته العمدية الكاذبة بحثا عن بعض السعادة ولو كانت مزيفة ، يشده من هوته الجديده وينتشله من اكاذيبه التي تعمد يصدقها ويضخ بين جدرانه المرتعشه المنطويه علي اوجاعها دماءا جديدة لم يلوثها السم ولم يفسد حيويتها الوجع ولم يكسر خلاياها الهم ، يضخ دماء عفيه للقلب الوجل ويصرخ فيه ليفيق من ارتباك اللحظه ومباغتتها ، يصرخ فيه ينقذ نفسه فاحدا لن ينقذه ويصرخ فيه ليتكيء علي ساعده فكل السواعد مكسورة ولا تصلح لحمل اوجاعها هي مابال اوجاعه وفزعه ، يصرخ فيه ينقذ نفسه ويبصر ماحوله ومايحيطه ، يصرخ فيه افق فالمباغته اتت من اصغر الاكاذيب التي قررت تصدقها وخدعت نفسك لتنطلي عليك وفقئت عينيك لتري في قبحها جمالا لاتستحقه ، افق ، فاكم من ثوان ودقائق ودهور مرت عليك ووشمت روحك باوجاعها وغيرت كيميا دمك وغزتك باوجاعها وحاصرتك بمخاوفها لكنك انتصرت عليها وهزمت جيوشها المخيفه وكسرت حصارها وقتما انتبهت لقيمه حياتك التي حاولت الثوان والدهور افسادها عليك ....
ينتفض العقل ووعيه يشحذ القوة من كل الخبرات المتراكمه واوجاعها المشحوذة كالانصال البارده القاتله ويذكر القلب بمسارات الوجع التي ارتادها والدروب الموحشه التي اجتازها والطرق المخيفه التي عبر علي فزعها وافلح يخرج منها سالما ، ينتفض العقل ويوقظ القلب المثقل بجراحه ويضخ في اوردته وشرايين صلابه المقاومة وعنف التشبش بالحياة والامل ويطالبه الا يستسلم لتلك المباغته الجديدة ووجعها وحيرتها ، انها مجرد ندبه جديده في القلب الممزق بالجروح فلاتقف عندها ولا امامها ولاتبحث لها عن تفسير ولا مبرر ، مجرد ندبة جديدة لن تميت مثلما لم تفلح كل النصال القديمه في قتلك ، مجرد مباغته جديده عمرها ثانيه قصيره مهما طالت عليك تجاوزها والعبور فوق الغامها القاتله مسلحا بالبصيرة واليقين بقوتك وصلابتك وتشبسك بالحياة و....................!!!
يتسلل النور بطيئا بطيئا للبصيرة فتدرك طبيعة المباغته التي طعنته وتراها صغيره وتافهه لحد لايستحق حتي الالم منه !!! 
وينتهي عمر الثانية القصير وتجري الثوان والدقائق مسرعه بعدها كمثل طوفان الماء النقي تغسل جنبات الروح وتزيل قيحها وتطهرها من اوجاع النداله والاكاذيب والزيف و...........يتحرك الزمن للامام مثلما يفعل منذ ملايين السنين وسيظل يفعل و........... ويضاف سطر جديد لمبحث الوجع في كتاب العمر ، مجرد سطر جديد تافه لدرجة ان احد لن يذكره او يتذكره بجانب كل ماسطرته الروح المقاتله في صفحات خلودها !!!! 

( اديني من وقتك ساعة - 8 ) 

هناك تعليقان (2):

... يقول...

لا أصدق ان الكتابة تخفف الوجع.. إنها وجع مسطور محفوظ!
الكتابة تمكنّنا من الإمساك باللحظة واستعمال مشرط جراح للعبث في مشاعرنا ونحن لا نفعل هذا عادة أبداً في لحظة فرح.. لحظات الفرح جديرة بالإحتفال.. بينما لحظات الحزن جديرة بالتشريح
صرت أكره الإمساك باللحظة.. وصرت أكره المباغتات التي تنير مصباحاً فوق رأسي لثواني
وصرت أحسد أولئك الذين يمضون في الحياة غير مكترثين.. أولئك الغير مكترثين فعلاً وليس كما نفعل.. نكترث ونتعذب ونترك أدمغتنا للفهم المميت! وللحظات مباغتة من الوارد أن تنال منّا !

غير معرف يقول...

من مجدي السباعي
الم... حزن .. رعب ..دموع..دماء ..ظلام...قلب ممزق ......يااااااااااه ايه كل الهموم والشجن ده كله ........وان كنت اتفق معك

انتهت اللعبة ايها القلب العليل بالاحتياج وجاء وقت الوجع ، جاء في وقت لاتنتظره ليسدل الستار علي باقات الاكاذيب والاوهام والامل العبثي !!!! المباغته اتتك من حيث لاتنتظر وقتما لاتنتظر لتتعذب بما تستحق وتفيق من الوجع الجامح للمرة الاخيرة !!!