18 يناير 2012

الي اللقاء

( 20 ) 
الساعه العشرين 
18 / 1/ 2012 



حان وقت اغلاق الصفحة !!!ا
وهذا في ذاته ليس سببا للحزن ، فاذا اغلقت الصفحه ، صفحه جديده اكيد ستفتح !!!
فالكراس والعمر مازال بهما ايام وصفحات !!!
اعتدت وقت اغلاق اي صفحه في حياتي ، انظر لكل ايجابياتها ، لااعاقب نفسي بالنظر للسلبيات ولا النواقص ولا الوم نفسي لان الصفحه اغلقت او يتعين اغلاقها ، ابحث فيها عن كل الجميل واشعر امتنانا لاني عشت ذلك الجميل ، وافكر في الصفحه القادمه ، التي لااعلم متي ستفتح ، افكر فيها وانتظر منها الخير ، احس نشوة الجديد ومتعه انتظاره ....
اكم من صفحات اغلقتها انا لانها استنفذت اغراضها حتي صارت هما يفسد كل جمالها السابق ، واكم من صفحات اغلقها اخرون وتفهمت رغبتهم في الفرار والتغيير واحتياجهم للتجاوز والحركه ....
الصفحات تغلق لان الحياه كراس كبير ، صفحاته كثر ، ودوام الحال من المحال ، هذه سنه الحياة التي افهمها ، ومن اجمل الاشياء في كل الصفحات عشنا ايام  العمر !!!! تجارب وخبرات ، حتي الموجع منها يقوي لانه لايكسر ولا يبعثر ولا يقتل ...
اصف صديقه لي بأنها قضت حياتها علي الكورنيش تتمشي وتتفرج علي المناظر الجميله ، اراها ساذجه بريئه كالاطفال يسهل خداعها والضحك عليها ، هي تتصور ان كل شيء جميل ومنعش كرزاز البحر ، لاتفهم في الحيل والالاعيب والموجع والقاسي ، تندهش وهي تضرب في قلبها ، تندهش الاول لانها لا تتصور ان في الحياه مثل تلك الاوجاع ، وبعدما تندهش تكتئب وتنزوي بعيدا عن العالم الموجع الذي خذلها وكانت تظنه جميلا بريئا مثل ايامها ...
صديقتي التي قضت حياتها تتمشي علي الكورنيش ، لاتفهم في الحياه التي توجعها وتوجعها ، لم تتحصن بجرعات الالم الصغيرة التي تقوي قدرتها علي المقاومه والتحمل ، لم تتحصن بجرعات الالم الصغيرة كوخز الابر ولم تتصور  وجودها فاذا بالاعاصير تقتلعها من جذورها وتلقي بها مبعثره في الهواء لاتعرف كيف تجمع شتات نفسها ...
اظني تألمت بما يكفي في حياتي لفهم الالم ومبرراته ، وفهم البشر واضطرارهم لايلامك ووجعك ، تألمت بما يكفي لالتمس الاعذار لمن يوجعني لاني افهم انه لايقصد لكن الحياه تدفع الناس احيانا لوجعك دون سوء نية ، وقتها لااظنهم جناه ولااظن نفسي ضحيه ، وقتها افهم قسوه الظروف التي تدفع الاحباء والاصدقاء علي وجعك !!!
افهم قسوة الظروف لكني لااتحملها بالضرورة ... هنا اغلق الصفحه !!!!
اغلقها وانا ممتنه لكل لحظه سعاده عشتها علي اسطر الصفحه وقانعه بما حصلت عليه منها وراضيه بما اخذته ومااعطيته !!!!
الصغار الاطفال فقط ممن لايفهموا قسوة الحياه ولا مبرراتها ، يغضبوا يبكوا يكرهوا يتطرفوا في مشاعرهم ، لكن الكبار ممن انضجتهم الحياه علي نارها الهاديه ، يفهموا ويتفهموا ويستوعبوا ويتجاوزوا ويتحركوا للامام !!!!
واكم من صفحات في حياتي اغلقت واكم من صفحات فتحت !!!
لم امحو الصفحات القديمه ، ولم امزقها ، لكنها احتفظت بها في صندوق ذكرياتي ، فكل مايمر عليك يؤنسك في لحظات الوحشه ، يرسم ابتسامه علي روحك ، يلون وجهه بالحنين وقلبك بالشوق ، لم امحو الصفحات القديمه لكني لم ادفن روحي بها ولم اتجمد عندها وامامها ، افهم انها اغلقت واتحرك للامام ، ولااعرف مالذي يخبئه لي القدر والايام ....
اليوم ، حان وقت اغلاق الصفحه ....
صفحه في حياتي تغلق وانا افهم واتفهم واقدر واعذر وامتن واشكر و................اتجاوزها وامضي في حياتي المزدحمه !!!!
ولااطرد احد من حياتي حتي لوطويت صفحته !!!!  لااطرده ولاامحوه ، بل تظل الذكريات دفئا في القلب يؤنس في الليالي الموحشة والليالي البارده ومااكثرهما !!!!
لاتقل وداعا ........... بل قل الي اللقاء !!!!
فالحياة اكثر ثراء مما نظن !!!!

( اديني من وقتك ساعه - 20 ) 

هناك 8 تعليقات:

Carol يقول...

لحسن حظي إنني دخلت هنا إلي عالمك و تفاصيل روحك بعد أن نشرتي هذه التدوينة بدقائق لأكون من أوائل من يقرأ كلماتك الداخلية الصادقة .. استمتعت بها و كأن أمامي رغيف عيش طازج و ساخن :)) مش عارفة ليه جالي الإحساس ده !!

أتعلم يا سيدتي أول خطوات تفهم الأوجاع هذا !! فأنا كنت تلك الفتاة التي تمشي على الكورنيش فاتحة ذراعيها للحياة و مبتسمة لكل الأشياء التي تقابلها في الطريق ..
( هي كل البنات كده!!؟)

و لا يحتوي قاموسي كلمة "صدمة" التي تجعل الأعين تنفتح باندهاش .. أعرف انك تخطيتي هذه المرحلة بكثير ..
أتمنى أن نتمكن حقا من غلق الصافحات و نحن مبتسمين ، لا نحمل منها غير كل شيء جميل
أعرف أيضا للوصول إلي هذه النتيجة يتطلب منا إلي التدريب النفسي و الواقفات و الحديث مع النفس ..

أشكرك على إبداعك و كتاباتك، كلماتك تجعل القلب دافئ
إلي اللقاء مع نوت جديدة :)

غير معرف يقول...

مجدي السباعي
حياتنا كتاب مكون من مجموعه صفحات ..كل صفحه نكتبها بمشاعرنا بالامنا واحزانا وافرحنا وسعادتنا ..نطوى صفحه لنكتب اخري
واعتقد ان صفحاتك تمثل احلي واجدر كتاب لمن حولك
نحن في انتظار صفحتك التاليه المضيئه

افهم قسوة الظروف لكني لااتحملها بالضرورة ... هنا اغلق الصفحه !!!!
اغلقها وانا ممتنه لكل لحظه سعاده عشتها علي اسطر الصفحه وقانعه بما حصلت عليه منها وراضيه بما اخذته ومااعطيته !!!!

غير معرف يقول...

روحك حلوة قوي ما شاء الله ربنا يزيدك يا جميلة

مها جمال يقول...

لم امحو الصفحات القديمه ، ولم امزقها ، لكنها احتفظت بها في صندوق ذكرياتي ، فكل مايمر عليك يؤنسك في لحظات الوحشه ، يرسم ابتسامه علي روحك ، يلون وجهه بالحنين وقلبك بالشوق ، لم امحو الصفحات القديمه لكني لم ادفن روحي بها ولم اتجمد عندها وامامها ، افهم انها اغلقت واتحرك للامام ، ولااعرف مالذي يخبئه لي القدر والايام ....

صح يااميرة يابعلم منك والله كتير ربنا يخليكى لينا

حمـــــــــــــــــــــة يقول...

سيدتي
مع كل الإحترام لقرارك
كانت فرصة لي تعرفت على "إنسانا رقيقا" و أسلوبا شدني بوضحه و بساطته ...مزج بين عالمين
بين جيلين
كنت أغلب الوقت أقرأ لك
أعلق بما أراه
واثقا من سعة صدرك و كبر قلبك
فعلا كنت ما توقعته بالضبط
أشكرك
أطلب منك الصفح إن صدر مني ما يزعجك
الى اللقاء من"متابعا مشاكسا"

غير معرف يقول...

رحله مليئه بالشجن والاحاسيس تابعتها معك اضافت الى روحي ووجداني الكثير الذييرتقي بالنفس كانت صفحات من الحياه بتلاوينها وخصوبتها وعطائها فلا تغيبي
احمد -البحرين

يا مراكبي يقول...

لا أوافقك على اغلاق الصفحة .. يحدث أحيانا أن ننشغل .. أ ن نختار أن ننزوي قليلاً ريثما تمر احدى الأمواج السخيفة العاتية .. مجرد استراحة مُحارب ليس إلا .. لكننا لا نهرب أبداً

Jana يقول...

وحده طوى الصفحات المؤلمة أرى فيه نوع من تجديد الأمل والثقة فى أن القادم أفضل ..
أما الصفحات التى اختلط فيها الفرح بالوجع وتباينت فيها المشاعر ما بين السعادة المفرطة والحزن الثقيل أراها وقد وجب فتحها طوال الوقت فتظل أمام أعيننا بكل ما احتوته من جميل وقبيح ...فقد تعيينا على تحمل المزيد إذ سنضطر حتما لمواجهته فالألم دائما ما يعاود زيارتنا بتلك الحياة إذا أردنا أن نكون واقعيين ,
ولنستمد من حكايا صمودنا القديم ما يحملنا على الوقوف ومجابهة الألم مرة ثانية
وحين تكافئنا الحياة بلحظاتها الجميلة النادرة نتذكر القديم منها فندمج تلك اللحظات معاً لتتسع دائرتها ويقوى تأثيرها فنضمن بقائها فى القلب لفترة أطول
أيامك يا أميرة تمتلىء بتلك الصفحات المختلطة ..
اختارى منها صفحاتك الملأى بالفرح تلك التى دق قلبك بها من فرط البهجة فتركت علامة مضيئة لم يستطع أى ألم اخفائها أو تغطيتها بلونه الغامق وثبّتيها مفتوحة فى أطر ملونة وعلّقيها على كل جدار كمصابيح تضىء لكِ الدنيا