16 سبتمبر 2009

صانع البهجه !!!!!!!


انه صانع البهجه والالم ......
انسان عادي لايميزه شيء .. قد تصادفه في محطه المترو او وانت تعبر اشاره المرور لن تنتبه له لن تلحظه وحتي
اذا منحته نظره عابره ستجده يشبه كل البشر وعلي الارجح ستنساه سريعا ...!!!
لكنه انسان خاص جدا ان تواصلت معه واقتربت منه ستحس ومنذ الوهله الاولي انك تعرفه تفهمه انك قابلته الف مره كانك تحدثت معه كانه اصغي اليك كانك قضيت الليل معه
علي شط البحر تتحدثا حتي نمتا فوق الرمال من شده التعب , سيمنحك بسلاسه وبساطه شعور حميم يخترقك يغزوك ....
و........ حين تفيق من اندهاشك الاول ستكون قد احببته وافتقدته وستبحث عنه وتسعي اليه وتنتظره وتغضب حين لاياتي رغم انه لم يعطك ميعاد ولم يعدك بالحضور , وحين تعرفه اكثر ستحبه اكثر وتخاف منه اكثر واكثر ستفهمه بسهوله وتكتشف مواطن قوته ومواطن ضعفك بسرعه وستدرك انه كالضوء المتوهج الص
اعق وستري ابدان الفراشات الصرعي تحت قدميه لم يقتلها لكنها انتحرت عامده بالاقتراب منه والالتصاق فيه وتفكر في مصيرك وتخاف علي نفسك وتقرر الا تقترب منه ابدا لا تدرك انه قد احتلك فعلا وانك تتنفسه وادمنته وانتهي الامر !!
انسان بسيط واضح مثل علبه الالوان البارده والساخنه العاقله والمجنونه الساطعه والداكنه ، يحمل كل تناقضاته بسهوله يعترف بها لايخجل منها لايقدم نفسه بصوره مغايره عن حقيقته يعيش منتهي العقل ومنتهي الجنون في ان واحد يتارجح مع السعاده والبؤس في ذات اللحظه يضحك حتي تفر الدموع من عينيه ويبكي حتي يتحول عويله لهستيريا ضاحكه ويرقص فرحا ويرقص مذبوحا من الالم سيواجهك بعيوبك حبا ويوجعك اشفاقا عليك ويبكي بجوارك حين يؤلمك ويشفق عليك من ضعفك ويستلهم روح القوه من داخلك وحين تفر منه لن يطاردك كان الحياه علمته ان براح الفرار ضرورة لاستجماع القوه والتقاط الانفاس وسيتلمس لك الاعذار ويدافع عنك ويحميك وحين تعود لن يعاتبك يحتضنك بحنان وقبل نهايه اليوم سيوجعك ثانيه بصراحته ويعبر لك عن حبه بطريقه ايجابيه مؤلمه !!!
انه انسان خاص جدا .....يحب الحياة ويعيشها بحماس بصدق باندفاع ينقب عن كنوزها يكتشف خباياها يحل الغازها لايقنع بما تمنحه له طواعية ولا يقبل مايحصل عليه بلا عناء يحبها يعيش كل لحظه فيها بتفاني كانها لحظته الاخيره ينهل منها مالا يجعله يندم ابدا علي اهدار اي ثانيه من وقتها الثمين فكل ثانيه عنده عمر كامل يعيشه بوعي وادراك لقيمته لاثره لجدواه لكنه وبنفس الحماس والقوه والاندفاع يعزف عن الحياة حين تغضبه ، حين تعطيه ظهرها وهو لايستحق ، حين لاتفهمه وهو الواضح كسماء الايام الصح
و ، وقتها يفر منها ويختبيء من نفسه ومن الوجود كانه لم يخلق بعد يتجمد كانه دفن في اعماق القطب الشمالي يصمت كان لسانه انتزع من داخل حلقه يتقوقع كحبه رمل دفعتها التيارات العاتيه داخل محاره خاليه ويعيش ايامه صامتا بلا حيويه بلا فاعليه يلعق جراحه كالقطه الجريحه ويتوجع بالشعر والنثر والصراخ المجنون كانه يتعجل الانتصار ويكره الهزيمه التي تحاصره وحين يتعافي بترياق سمومه ويغرز بيده المرتعشه سيخ النار الموجع الشافي في نفسه قلبه بدنه روحه ويخرج رصاصات الالم ويتالم كي لايتالم ويتوجع كي يشفي ويبكي بصوت عالي في الغرفه الموصده عليه وحيدا و...... حين تتحول حبه الرمل الصغيره بمعادلات الاحتجاز والقسوه للؤلؤة ثمنيه يخرج من كهفه مقبلا علي الحياه التي احبها وصدته وفر منها وعاد اليها مقبلا علي الحياه وعلي بشرها احباءه ممن فقدهم وافتقدوه يعود اليهم بالبالونات الملونه واكياس الحلوي وموسيقي زوربا وقصص الجده الطيبه وحل اللوغاريتمات الصعبه وعقود الياسمين ويمنحهم التفاءل ويعلمهم الصبر والقدره علي التحمل ومواجهه الصعاب ويكشف له جراج جسده وروحه يطمئنهم ان الروح المحبه للحياه لاتموت من كثره الطعنات ويضمد جراحهم المتقيحه بفعل الزمن والاهمال والتجاهل المهين ويصالحهم علي دنياهم وحين يناموا مطمئنين يلملم ابيات شعره ونايه وطيارته الورقيه ويرحل لاينتظر شكرا ولا يتوقع امتنانا فهو روح الحياة التي تدب في اجسادهم تحييهم وفي حياتهم ووجودهم الفاعل المؤثر اكبر قيمه لوجوده !!!!!!!
انه صانع البهجه والالم !!! الذي يحب بصدق ويعشق باندفاع فيعطي حبيبته السعاده التي لم تكن تنظرها ولاتعرفها ولم تسمع عنها , كأن كل الدنيا وقعت في غرامها يرضيها يهدهدها يغازلها باحن الكلمات وينطق اسمها بارق النبرات بصدق وتلقائيه بلا تصنع بلا زيف وحين يمنحها نفسه وروحه ويمارس معها الحب عاشقا حقيقيا يختطفها ياسرها يحتجزها بين شراينه وتحت جلده وداخل بطين قلبه يسعدها حتي الثماله ويمنحها قوس قزح وهاج يلون لحظاتها معه .. لكنه صادق وحقيقي يعيش معها اجمل مشاعره وحين تنضب مشاعره او تتحول لا ينافق ولايكذب ولا يتجمل وبمنتهي القسوه والوجع يرحل لا يقصد ايلامها لكنه يذبحها من الوريد للوريد بانصال صراحته وانفضاضه عنها ويبكي لالمها ويكاد يقتل نفسه لحزنها ويتمني لو نضبت دموعها و صمت نحيبها لانه ابدا لا يقصد صدا ولا يقصد وجعا لكنه بمثل اندفاعه اليها بقوه انفضاضه عنها ولو حاول البقاء معها اشفاقا عليها لن تشرب من احضانه الا ملحا ولن تري في عينيه الا موات سيقتلها مليون مره بمنتهي الوحشيه !!! انه صانع البهجه شعاع النار الحارق والنور الحاني معا الذي يمنح الحياه كل اطيابه ويمنحها - للاسف - كل شروره في نفس الوقت !!! هو الذي حين يكره لايكره لانه لن يعرف الانسان الذي استخرج منه قبح ووحشه الكراهيه سينساه وينسي معه الكراهيه سيبكي موته وسيفتقده لكن لن يكرهه وحين يلتقيه مصادفه لن يتجاهله لانه لن يعرفه وحين يذكره بنفسه لن يتذكره لان ذاكرته الشريره تموت مع ابطالها وهو لايسامح ولا يصفح ولا يعتذر ولا يعاتب , هو ياخذ بالبشر بعيوبهم بضعفهم يحبهم علي طبيعتهم ويتمني منهم ان يحبوه علي سجيته بكل طاقات البهجه المنيره في روحه وكل دوامات الالم الموحشه التي تحتل نفسه !!!
هو انسان خاص جدا ... يشبه الاعشاب البريه في انطلاقها , النجوم الساطعه في وهجها , قطرات الندي في طزاجتها , اسراب الطيور المهاجره في تحملها , وريقات الياسمين في رقتها , الانصال المشحوذه في حدتها , رائحه البرتقال في عذوبتها , رائحه الدماء الساخنه في عنفها , يشبه الاعاصير الهادره في قوتها , يشبه نفسه !!! لااحد يقوي علي تقبل الحياه وفهمها والتفاعل معه مثله تصعد به امواج المحيط الهادره للسماء السابعة ملكا متوجا لممالك السعاده والنجاح والتالق والرضا ثم تنزل به اعتي الزلازل لتحت الارض صعلوكا رث الثياب ينام تحت الكباري ويلتحف صفحات الجرائد القديمه لكنها ايام حياته في الحالتين يعيشها ويحبها ويعتز بها لا يفتقد السماء السابعه ولا ينقم علي باطن الارض لا يتباهي بحاله وقت تمنحه الحياه اجمل ابتساماتها ولا يكرهها حين تكشر انيابها الحاده في قلبه هي ايام حياته يعيشها يفهمها يبحث عن تفسير للارجوحه التي تلقيه لاعلي ثم تتركه يسقط مهشم العظام يحاول يفهم لانقاذ احباءه - ولا اقول نفسه - من مصير التأرجح الموجع وعذاباته المحيره يحاول يفهم وحتي يفهم يعيش الحياه بكل الاندفاع والجنون والحماس والحيويه ويضحك ويغني بصوت عالي ويرقص بسعاده ويطبطب علي الاخرين ويمنحهم روحه ويحبهم , لااحد يقوي علي العيش مثله لان احدا لايملك صندوق ذكرياته ولا قصص ماضيه ولا صلابه تجاربه الموجعه ولا قدرته علي البكاء بلاخجل ولا قوه الاعتراف بالهزيمه ولا امكانيه التعلم منها , لااحد يقوي علي العيش مثله صعلوك فنان مجنون جاد مفلس محب معطاء فليست كل الاشجار مثل شجرته تطرح ثمار كل المواسم في أن واحد !!!!
انسان عادي بلا ملامح خاصه لكنه فنان مجنون متنكر في ثوب عاقل وعاقل رزين يرتدي قناع المهرج مفلس يتعامل مع الحياه برفاهيه الاثرياء , قد تراه مستغرقا مع الاطفال يقص عليهم حدوته قبل النوم , قد تراه واقفا ببذلته الرسميه الانيقه وسط ماء البحر يلهو برماله واصدافه اللامعه , قد تراه يرقص تحت المطر باستمتاع حافيا , قد تراه يصلي علي كورنيش النيل وقت الفجر , قد تراه نائما فوق الرمال في صحراء موحشه لايكترث بثعابينها ولا عقاربها , قد تراه يغوص في اعماق البحار يبحث عن رساله غرام لم تصل لصاحبتها , قد تراه يقبض علي كف فتاه صغيره تائهه يبحث عن اهلها , قد تراه يزور شيخا هرما يمسح دموع شيخوخته ووحدته ويحلق له شعر ذقنه الطويل الابيض , قد تراه يلكم شابا ازعج فتاه بغزله الذي لايعجبها , وقد تراه في المولد يتمايل بجسده خلف اصوات المداحين ونغماتهم الشعبيه الاخاذه وقد تراه جالسا في الصف الاول في الاوبرا يرتدي بذله فاخره مأخوذا بموسيقي تشايكوفسكي وبجعاته الرشيقات , قد تراه يطارد الفتيات الحسنوات اعجابا وغزلا بطفوله وبراءه , وقد تراه اخرس عاجز عن النطق حين ينبض قلبه بالعشق وقدد تراه انانيا لايحب الا نفسه يذبح ببساطه ويؤلم بسهوله ويحطم كل الجدران التي تحاول اسره واحتجازه ولو كانت جدران قلب حبيبته وثنايا احشاءها , قد تراه يبكي وحيدا لان احزانه الدفينه لايعرفها احد وقد تراه يغني بصوته النشاز مبتهجا لان افراح عمره لم يشاركه احد فيها حتي الان ...
صانع البهجه والالم .........
هو انسان خاص جدا ...... ينشر السعاده اينما حل يضحك بصخب ويغني بصوت عالي ويوزع قبلاته ومحبته وحنان قلبه علي احباءه والغرباء وحين تكسره الايام القاسيه و تهزم حماسه و توهن حيويته يعود لرحم امه يبكي وحيدا يبحث عن حبلها السري ويتكور علي نفسه خائفا من وحشه الغرباء القساة ووقت يتعافي بمجهوده الذاتي يخرج بمخاضه الموجع للحياه كعاصفه ربيعيه منعشه معه الفراشات الملونه والعصافير المغرده وابتسامات الصبايا ونغمات السلم الموسيقي ودقات الصاجات وقهقهات الضحك الرائق الصافي والاذن المصغيه وينصب ولائم الفرحه للمشتاقين للموحودين لضحايا الايام الثقيله الموجعه يدعوهم لوجبات من السعاده والبهجه يزين ايامهم بالوان الطيف ويبدد وحشه لياليهم بحنانه ودفئه ويعالجهم بالموسيقي والصدق من توحدهم توحشهم صمتهم الاخرس ويصغي لاوجاعهم وشكواهم وانينهم المكتوم ويهدهدهم علي صدره ويخبئهم في حضنه من القسوة ويخفيهم من انياب الهم الكاسره ويمازحهم ويمسح دموعهم في مناديل مزركشه يخرج منها الحمام الابيض والاعلام الملونه وفي نهايه الحفل يرحل صعلوكا مفلسا وحيدا يسير لبيته البعيد بخطوات راقصه مبتهجا لانه منح الحياه واحباءه فيها ماكان يتمني ان تمنحه له ولو للحظه واحده !!!!
انه انسان خاص جدا ....... هذا قدره وقدر محبيه , يمنح البهجه والالم في نفس اللحظه يروي احباءه العسل والمر من نفس البئر , المتعه والعذاب من ذات القبس , لايملك احدا حريه الاختيار ولايملك احد رفاهيه الانتقاء فاما تاخذه كله بسعادته بالمه بحنانه بقسوته واما تفر مرتعدا من وجوده الطاغي وتحرم نفسك من كل البهجه التي يفيض عليك بها وبمنتهي التلقائيه ...
لم يساله احد من اين جاء ولايعرف احد لاين سيرحل .....
لايعرف احد متي سياتي ومتي سيذهب ....
لكن الجميع ينتظروه ويحتاجوه في حياتهم طمأنينه وونس !!
انه يمنحك الكثير والكثير لكن ابدا لا يمنحك كل نفسه !! انه انسان خاص جدا .... تتمني الا تقابله ابدا!!!!

هناك 3 تعليقات:

مها العباسي يقول...

كل مرة اكتب كلام كتير اوى بس الاقيه اقل من اللى عاوزة اقوله
البوست دة كتبت عليه اكتر من 10 نوتات ولا واحدة قالت اللى عاوزة اقوله يمكن فى يوم مش عارفه قريب ولا بعيد اكتب عن صانع البهجه صاحب الروح الرائعه

غير معرف يقول...

انا عملت التعليق دة بعد تقريبا 5 مرات قراءة للبوست دة
مش عايز اقولك اد اية انا معجب بالكلام دة اد اية,جايز لانه فى حاجات كتيرة اوى فيا وجايز لانك كتبتيه باحتراف

جزاك الله كل خيــر

أسامة جاد يقول...

يشبه الاعشاب البريه في انطلاقها , النجوم الساطعه في وهجها , قطرات الندي في طزاجتها , اسراب الطيور المهاجره في تحملها , وريقات الياسمين في رقتها , الانصال المشحوذه في حدتها , رائحه البرتقال في عذوبتها , رائحه الدماء الساخنه في عنفها , يشبه الاعاصير الهادره في قوتها , يشبه نفسه ....
أحببت النص جدا .. وأحببت الشخصية .. لغة غاية في الصفاء كمقطوعة موسيقية معزوفة بمهارة مدهشة .. البناء والأسلوب شاهقا الجمال .. والقفلة .. القفلة .. تحفة