09 أكتوبر 2009

ليس مجرد فيلم !!!!!!!



منذ اكثر من ١٣ سنه ... كنت في الاتوبيس .. متجهه للاسكندريه ....
استيقظت فجرا وارتديت ملابسي بلا اهتمام كل مااركز فيه هو مرافعتي التي ساقولها في القضيه الكبيره التي ساترافع فيها !!!
كانت قضيه كبيره ومليئه بالتفاصيل قضيت اسبوع قبل يوم الجلسه اكتب في مذكرتها وارتب مستنداتها المعقده!!!
كانت قضيه متشابكه الوقائع تحتاج لشرح بسيط يصل بموكلي للبراءه بدلا من الحبس الذي تطالب به النيابه له باعتبار ارتكب جرم التهريب واضر بالاقتصاد القومي و" خرب الدنيا " ، كنت قرآت اوراق القضيه جيدا واعلم بمنتهي الدقه ثغراتها اعلم من اين سانفذ بالمتهم خارج القضبان ، اعرف ماذا ساقول ؟؟ وماهي النقاط التي ساجذب وجدان القاضي له وماهي الثغرات التي ساحرف انتباهه عنها وفي النهايه احلم بالبراءه والاتعاب الكبيره التي ساتقاضها ، الحقيقه كنت قد انفقتها فعلا في خيالي ، المتهم سياخذ براءه وانا ساحصل علي الاتعاب و...... مثل بائعه اللبن التي سارت للسوق تفكر في ثروتها المرتقبه التي ستجنيها وتكنزها حين تبيع اللبن وتشتري كتاكيت وتبيعهم وتشتري خراف وتبعيهم وتشتري بقر وتبيعهم وتشتري منزل وقطعه ارض و.... افاقت حين تعثرت علي الارض وانسكب اللبن وتبددت الاحلام ، ايضا انا كنت قد حصلت علي الاتعاب في خيالي وانفقتها بطريقه بارعه "علي داير مليم " !!!
ركبت الاتوبيس وسرعان ماغططت في النوم وهذه هي ميزه الاتوبيسات ، لااقود سيارتي بنفسي ولا اتعرض بخلاف ضغوط القضيه لضغوط القياده علي الطرق السريع والسيرك المنصوب فوق حارتها ، افضل الاتويس ، عال ، امن نسبيا ، ادخل فيه واستكمل نومي الليله الماضيه الذي اضاعته مني القضيه ، وحين اصل للاسكندريه ، اشرب ثلاث فنجانين من القهوه وابدآ يومي في منتهي الراحه !!!
ركبت الاتوبيس ونمت ، بجواري احد المحامين العاملين معي ومن ضمن اصدقائي المقربين ، كنت اتفقت معه ان ننهي الجلسه ونذهب لمطعم سمك شهير " ناكل ونهيص " !!!!! تركت له حقيبه يدي وحقيبه اوراقي ونمت !!!!
واثناء نومي تناهي لسمعي بعض العبارات المآلوفه ، فتحت عيني ، فهمس لي " نامي ده فيلم " فادركت ان سائق الاتوبيس قد ادار الفيلم الذي سيسلي الركاب طيله طريق السفر ، فاما النوم واما الفيلم و" كل واحد براحته " !!!
نمت وشخرت ، اعرف هذا حتي لو انكر كل المحيطين بي ادبا اني اشخر ، لكني اعرف نفسي حين انام مرهقه متوتره فلابد من سينفونيات النوم تشير لجثه نائمه ... لكني لم استغرق في نومي تماما ، فوقائع القضيه التي كانت تشغلني استيقظت في عقلي واخذت تلف فيه وتدور وانا احاورها واترافع وافتح عيني اسمع صوت احمد زكي ولبلبه وانام اعود للقضيه وانتبه لمحاضر وضباط وبوليس ومحامين ومرافعات وافيق جبرا فلاامل في النوم والمحاكم تطاردني في نومي ويقظتي ، واركز مع فيلم " ضد الحكومه " واطلب نسكافيه ثقيل وانسي القضيه واتابع احداث الفيلم ، محامي فاسد " بيلعب بالبيضه والحجر " لكنه بارع يجلب لموكليه البراءّ بكل الطرق ، وتتسارع احداث الفيلم والاتوبيس ينهب الطريق ويجري و.......... يصرخ احمد زكي في نهايه الفيلم " جميعنا فاسدون لااستثني احدا حتي بالصمت العاجز المتواطيء قليل الحيله " ويشرح قبلها وبعدها ، انه كان وكيل نيابه وابن المرحله الناصريه ، لكنه هزم مع هزيمتها وادرك بفطنته طبيعه المرحله الجديده التي دخلت عليها البلد فلعب مثل الجميع واجاد التعامل مع الياتها ونجح وتفق علي نفسه ، حتي افاق علي ابنه يكاد يقتل في حادث عبثي ، ابنه الذي لم يكن يعرفه لكنه ادراكه لوجوده طهره من ذنوبه واثامه واعترافه بالخطيئه امام المحكمه والجمهور طهره اكثر واكثر وادان عاطف الطيب وبشير الديك واحمد زكي الجميع " جميعنا فاسدون لااستثني احدا حتي بالصمت العاجز المتواطيء قليل الحيله !!!"
وانفجرت في البكاء ، بكاء بصوت عالي ، كانهم يخاطبوني انا شخصيا ، انفجرت في البكاء اشعر نفسي واحده من ضمن هولاء الفاسدين اللذين صمتوا عن كل مايحدث حولهم وعجزوا عن اي فعل بقله حيلتهم الواضحه ، احسستهم يخاطبوني انا شخصيا ، احسستهم يدينوني انا شخصيا ، انا المحاميه الذاهبه للدفاع عن مهرب سينجو من جريمته علي يدي وببراعتي وانا اعلم في يقيني الداخلي اعلم انه مهرب وفاسد ويضر بالاقتصاد القومي و" ابن كلب " ، احسستهم يتهموني بالفساد ولم تقوي كل حججي المرتبه علي اخراجي من زمرة الفاسدين الذين يدينوهم ، لابد لكل متهم من محامي ، ووجود محامي مع المتهم حق دستوري له ، وان العبره بالاوراق لا بالحقائق ، واني اؤدي وظيفتي و.... كل هذا لغو فارع لم يصمد امام عاطف الطيب وبشير الديك واحمد زكي ، كل هذا لغو فارغ اعرف انا اول من يعرف انه زيف نبرر به لانفسنا الاختيارات اللعينه التي نخجل من الافصاح عن حقيقتها ، كل هذا لغو فارغ و" جميعنا فاسدون " !!!
وانزعج المحامي صديقي الجالس جواري لايفهم سر دموعي ، وحين افصحت له عن احاسيسي انزعج اكثر لاني اشغل راسي بما لايجوز شغله به و" انت عندك قضيه مهمه " وتمنيت لو عطل الاتوبيس ولو مات المتهم ولو وجدت الطريق مغلق بحادثه كبري تمنعني من الوصول للمحكمه ، نعم وقتها كنت عاجزه عن رفض القضيه واعادتها للموكل الذي منحني ثقته ونام في منزله امنا لانه في يد محاميه بارعه ، لم يعرف ان عاطف الطيب وقف له بالمرصاد وافسد مرافعتي وذكرني بما كنت افر منه كانه لايحدث ، وقررت تآجيل القضيه وعدم الاستمرار فيها واعادتها للموكل ....... وصلنا اسكندريه وعيوني حمراء من كثره البكاء احسني احمل ثقلا علي قلبي وتملكني الغثيان وكدت اخرج كل ما في جوفي وتوارت وقائع القضيه من عقلي ونسيت مرافعتي ولم يعد يدوي في اذني الا عباره احمد زكي " جميعنا فاسدون " و.... ولاني افقت قررت بحسم عدم الاستمرار في القضيه بصرف النظر عن المشاكل التي ستحدث ...
لكن القدر لم يمهلني تآجيل القضيه وتدخل بحسم فلم يحضر القاضي يومها للمحكمه وتآجلت القضيه وعدت سعيده للقاهره وسرعان اعدت القضيه للموكل ومعها مقدم الاتعاب الذي كنت قد انفقته فعلا ولم يفهم الموكل اسبابي ولم يفهم المحامين المشتغلين معي مالذي الم بي وانا كنت " ست العاقلين " و " حافظه القضيه صم وحتاخدي براءه " ولم يفهم احد مالذي حدث لي الا عاطف الطيب واحمد زكي حين وعدتهم يومها وانا في الاتوبيس باني لن اكون ابدا بعد ذلك اليوم من " الفاسدين " !!!
ولم يكن فيلم " ضد الحكومه " مجرد فيلم اقتل به بعض الوقت ، بل كان رساله حقيقيه ارسلها عاطف الطيب لتنبيه الغافلين وقد وصلتني الرساله ومازلت احتفظ بها في قلبي !!!!!! انه ليس مجرد فيلم !!! انه قيمه ومعني وصدق ورساله !!!!!!

" انا اتحدث عن علاقتي بالفيلم واحساسي به ، لااتحدث عن المحاماة ولاعن المحامين ، لاابرء نفسي ولا ادين الاخرين ،وكل واحد براحته وينام علي الجنب اللي يريحه ، فقط احكي مالذي نجح هذا الفيلم في صناعته بي " !!!!

هناك تعليق واحد:

AHMED SAMIR يقول...

انا عن نفسي اؤمن ب(العلامات)...او بمعنى اخر الفال
اعتبر ان الفيلم دة كان علامة من الله لتتنحي عن تلك القضية
تحياااااااااتي