27 أكتوبر 2009

الهروب ........... قدرنا الموحش .. طريقنا الحتمي !!!!


الهروب ..... قدرنا الموحش ؟؟ طريقنا الحتمي ؟؟

قرر يعيش شريف فهزم بالضربه القاضيه من اللحظه الاولي وحوصر مطارد شقيا يبحثوا عنه لعقابه لكن الحضن الدافء للبشر الطيبين احتضنوه وفي النهايه مات صريع حسابات معقده قتل بالعمد و..... انتهت رحله الهروب !!!!


فيلم
شاهدته مليون مره ، حفظته ، ادمنت حواره ، احببت لقطاته ، احببت بشره الطيبين ، كرهت الاشرار ، بكيت اشفاقا علي البطل الذي يحمل فوق كتفيه قدره الموجع يجري به يفر منه اليه ، احببته ، احسسته فارسي الذي يحقق لي احلامي المجهضه وكدت اصرخ عليه وهو لايسمعني انتبه يحاصرك الكاذبون يستخدموك طعما لمؤامراتهم الشريره لحساباتهم الوضيعه الدنيئه ، هو فارسي فعلا رجل الاحلام البسيطه والاستقامه ، حنون لدرجه البكاء يحلق في السماء يبحث لنفسه كفرخ صغير عن مكان يحلق فيه ويطير ويبعد ، لكن السماء مليئه بالكواسر تطرد من رحابتها الواسعه اي فرخ صغير السن او المقام ، لامكان بيننا الا للانذال المتوحشين اكله لحوم انفسهم ، السماء مليئه بالانذال المتوحشين يشربوا دمهم وياكلوا لحمهم ولاشرف عندهم وليس لشرفك او انسانيته او مشاعرك اي حساب ، انهم نخاسون يبيعوا اجسادهم هم فمبال جسدك وقايضوا الف مره علي شرفهم الذي كان فمبال شرفك الذي تتصوره اغلي ماتملك ، انهم نخاسون وماذا تنتظر منهم !!

فيلم شاهدته مليون مره ، تمنيت اقفز من مقعدي المقيده فيه مشلوله للشاشه اعيش مع اناسه الطيبين احداث مآساتهم ، انه منتصر المكتوب عليه الهزيمه النكراء والانتصار الساطع ، هو مثلما ستراه وحسب الزاويه التي ستنظر اليه منها ....

بمعايير الانذال ومن زاويتهم ، منتصر مجرم شرير مطارد يلزم اعتقاله جسد وقيمه ومعني يلزم انهاءه كفكره وظاهره ، يطارده العساكر وهو مجرد شخص قاتل وسيقاتل حتي الرمق الاخير دفاعا عن حقه في الوجود بشرف واحترام ، سيقاتل ويموت ، هذا ليس مهما ، فالجميع سيموت ، لكن الجثث والارواح لاتتساوي ، فشرف الروح والجثه يرفعها للسماء السابعه وتبقي جثث الحقراء في الطين .... منتصر المكتوب عليه الوجع فحرق قلوبنا وهو يفر من الانذال الاشرار المتحالفين عليه ، يستخدموه لاغرا
ضهم الدنيئه يجعلوه بطلا مزيفا يشد انتباه الناس التي لاتعرف مالذي عليه تفعله ، يشد انتباهم يحرف ابصارهم وعقولهم عن قضاياهم الحقيقه التي يعبث فيها المزيف والسمسار والنخاس والعاهره والشرطي ، يستخدموه لحرف انتباه البشر عن الكوارث التي يرتكبوها في حقهم ...

لكن البشر تحب منتصر ، تشعر به بطلهم المقهور مثلهم المتمرد وهم عجزه لايقدرون علي مجرد "البربشه " برموشهم يخافوا لكنه كسر حلقات خوفهم تحدي خوفهم وتحداهم ، لم يكن بطلا كان انسان عادي يحلم بحياه عادله ، لكنه قهر لدرجه نفضت عنه احلامه المتواضعه وتحول لبطل شعبي يتابعه الناس يشجعوه علي هروبه كانهم يتمنوا يسيروا في دربه ، انه القهر الذي يحول انسان بسيط لبطل شهيد تحلق روحه وجثته بكل شرفها للسماء وسط عرس شعبي ...

من زاويه البشر المتعبين الطيبين ، منتصر هو ابنهم ابن احلامهم المجهضه ابن امنياتهم المذبوحه ابن لحظات سعادتهم وطيبتهم ، ابنهم الذي دفع مقهورا ورغم انفه للانتقام ، ومادمنا سننتقم فلا اقل من الانتقام الموجع ، فلحمنا ليس جيفه تلهوا فيها كما تشاؤن وحين تملون تذبحونا مره ومليون ، حين سننتقم سننتقم لانملك مانخاف عليه حتي ارواحنا تحاولوا تقييدها انفاسنا تحاولوا كتمها مالذي نملكه لنخاف عليه غير شرفنا وكرامتنا ومادتمت اقتربت من المناطق المحظوره وعبثتم فيها باستخفاف وق
سوه ، الانتقام سبيلنا الوحيد للموت الشريف !!!

انه ابن الناس الطيبين الذي تصور واهما انه سيجد لنفسه مكانا في الحياه فلعب مع الانذال فذبحوه فتحمل سنوات السجن والقهر رسم حلم انتقامه موحشا وخرج من بين تلال الوحشه لايفكر في حياته التي انتهت يوم سجنوه ، انتهت لان بقيه ايامها خصصت للانتقام للانتحار للموت الشريف ، ويقتل منتصر لكنه مازال طيب ويقتل ثانيه ومازال طيب ويقتل للمره الثالثه والطيبه لم تبرح قلبه ودماء الانذال الكواسر النخاسون لم تلوث يده ولم تعلم عليه علامات الشر بالعكس احسه الناس ينتقم لهم من كل من اذلوهم واستباحوهم وباعوهم الف مره في الثانيه ......


فيلم يحتلك .... يستولي علي قلبك .... يسرق وجدانك .... يعيد صياغه مشاعرك ..... لايتركك ابدا ، فيرس
يسبح تحت جلدك بين انفاسك وسط دموعك ، فيلم يغير نظرتك للحياه .... مالها قبيحه مالها موحشه مالها مخيفه .....
فيلم يؤكد لك ان الهروب قدر منتصر وقدرك ، وانك تهرب دون تدري وتفر بغير انتباه ، الهروب اسلوب حياه وسيله دفاع قدر موحش ، الهروب من الكواسر في السماء والنخاسين في الارض من العاهرات يندسن وسط السيدات المحترمات لاتكشفهن الا ريحتهن النجسه لمن يملك انفا حساسه تميز رائحه الشرف عن رائحه العهر ... الهروب ممن تحالفوا ويتحالفوا طيله الوقت علي منتصر وعليك وعلي غيركم الكثيرين ، الهروب طريق طويل ربما هو الحياه ذاتها تولد لتهرب وحين تنتهي رحله هروبك تنتهي الحياه ذاتها !!!

انه فيلم يخطفك لعالم واقعي ، للحارات للاسطح المكدسه للبيوت الفقيره ، يخطفلك بين الفقراء بين البشر العاديين تراهم في الشوارع والاتوبيسات وعلي بوابات المدارس وقت خروج تلاميذها ، يخطفك بين الناس يشبهوك يرتدوا مثل ملابسك يضحكوا علي نفس النكته التي تضحك ، يخطفك بين الناس يتكلموا لغتك تفهم ملامح وجوهمم تسمع نبض قلوبهم ، ليقول لك انتبه نحن نتحدث عن حياتنا وحياتك ... الفيلم يحكي قصتك التي لم تحدث او قصه اخيك التي كانت ... الفيلم يحكي عنا عن اوجاعنا عن همنا عن حصارنا عن هروبنا ......

فيلم ياتي لك بالحياه في حضنك ... من هذه السيده الحنونه المهمومه التي كانت تحكي لمنتصر قصتها فوق السطح ليله القبض عليه ، ماهذه الدموع الي سفحتها واطفالها مذعورين ومنتصر يحاول الحفاظ علي ادميته وقت القبض عليه من اين احضرت تلك الدموع من قلبي غالبا ، من هؤلاء البشر الطيبين الجالسين في القطار يلحقون في العوالم الرحيبه مع قصص منتصر عن حياته عن تمرده ، هؤلاء الرجال شديدي الباس الطيبين يحيوه يتواصلوا معه يسمعوا له يفهموا بعقولهم المبصره وقلوبهم الطيبه صدقه وحصاره وقدره يتضامنوا معه ، جميعنا في قطار واحد يامنتصر ، وكل منا سينزل في محطته ، من هذه الراقصه التي احبته قدرها اللعين وطاردته لاتعرفه وانتظرته لاتثق الا في حدسها انه سياتيها ملاذا من الحياه الموحشه القبيحه ، من هذه الراقصه الانسانه البسيطه المتعبه باحلامها المجهضه التي مثلنا جميعنا تنتظر فارسها ينتشلها من الحياه الكئيبه الصاخبه المزيفه التي تعيش فيها راقصه يتصورها الاخرون مباحه بلا قلب وهي انسانه طيبه قهرتها الحياه فعاشتها كانها بلا قلب حتي انبت منتصر في نفسها الاحلام والامنيات ثم قهرها ومات علي عتبه بابها تسيل دماءه امام عينها لتهزمها للابد فلامكان في حياتنا للاحلام ولا للامنيات !!! من هؤلاء الرجال اقارب منتصر ، كيف فاض حنانهم وحميميتهم علي الشاشه حتي كدت وانا في مقعد المتفرج اقبل يد الجد وادخل في كتف عمران ابكي وانام في حضن الام ابثها همها والمي ونوحي واثقه انها ستاخذني بجوار منتصر وبقيه المهزومين تواسينا وتقوينا وتصبرنا !!!!!!

انه فيلم سياسي خطير بلا سياسه بلا كلمات كبيره بلا صخب يقول ان السياسه ليست شآن الاخرين بل هي حياتنا ، لا يجدينا ندفن عقولنا في الرمل لايجدينا فقء الاعين لايجدينا تجاهل مايحدث ، فمايحدث يؤثر في حياتنا يغيرها يسودها يضيعنا يمكن الانذال من رقابنا ، مايحدث حولنا من قضايا كبري هو حياتنا اليوميه ...

منتصر هو انا وانت وابن الجيران ، الطيب المتسامح الذي لم يسعي للتحدي للصراع لقتال الديناصورات وهو الصقر المحلق ، لكان يحلم يحلق في السماء الواسعه ، اليس حلما بسيطا لايحتاج ولا يستحق صراع ولا قتال ولا معارك ، لكن الديناصورات طاردته بغلظه بوحشيه فالسماء التي كنا نتصورها ملكنا جميعا هي ملكهم ينفخوا فيها انفاسهم اللاهبه فتآتي السحابه السوداء و يطغي تلوث المدينه الذي يقتلنا كل ثانيه والخنقه التي تقبض علي ارواحنا لانفهم سببها ... فيلم يقول لك ان السياسه التي يتصورها الكثيرين بسذاجه لعبه الكبار ويبعدوا عنها هي حياتهم شخصيا لايملكوا منها فرار ولا هروب !!! ......


الهروب ............... طريق طويل نعرف جميعنا كل خطواته ، نسير قوافل خلف قوافل ، نهرب مما لانعرفه لمالا نعرفه ، نهرب من القدر للقدر ، نهرب من الكواسر التي تتسلي بنهش لحمنا لقوارض ووحوش لانعرفها تنتظرنا جائعه شرسه ، طريق طويل بدايته هزيمه ونهايته هزيمه ونحن المسيرون في الطريق فارين من الهزيمه فاتحين احضانا للهزيمه الاخيره ، طريق طويل نسير فيه معا اناس طيبيون كانوا يملكوا احلام بسيطه سعيده ، اناس متعبون يتبادلون طيله الطريق الطويل قصصهم وحواديتهم ، نسمع ونبكي ، نسمع ونغضب ، نسمع ونضحك ، نسمع ونقترب اكثر واكثر والقدر يلاحقنا بسياطه لاتتوقفوا لانتوقف لاتتراجعوا لانتراجع و.......... في نهايه الطريق هزم منتصر وقتل وتدفقت دماءه ودماءنا علي قارعه الطريق ومات ........ هذا ليس مهما ، فالجميع سيموت ، لكن الارواح والجثث لاتتساوي ، فشرف الروح والجثه يرفعها للسماء السابعه وتبقي جثث الحقراء في الطين .........
اني اتحدث عن فيلم !!! ربما اتحدث عن حياه !!!!!! ربما اتحدث عن احلامي المجهضه !!!!! ربما اتحدث عنكم وطيبتكم وقسوه الحياه معكم ...... ربما اتحدث عن احلامكم المجهضه المذبوحه عمدا .......!!! اتحدث عن الهروب من القدر للقدر !!!! اتحدث عن حالنا !!!! لااتحدث عن حالنا فنحن سعداء هانئين قانعين راضين لانهرب ولن نهرب !!!

بعيدا عن الهروب ..... اقول .....!
اه ياعاطف ياطيب ...... سلام عليك مكان ترقد ..... يااخي وابني وعمي وخالي وجاري .. ايها المصري الاصيل الشريف المحترم ..... الشهب الذي اضاء حياتنا واحترق ، لقد فعلت في حياتي انا شخصيا اكثر مما كنت تتصور وتحلم ورحلت عن العالم وبقيت في قلبي شمعه بصيره تنير لي وسط الظلام الدامس الحالك الذي نعيش فيه !!! سلام عليك مكان ترقد سلام عليك ايها الرجل الشريف !!!

بعيدا عن عاطف الطيب ....... اقول ....!!!
ياميت خساره علي السينما عندما تفقد رسالتها وتتحول لباكته بانجو تذهب بالعقول وتضيعها وتدمر النفوس وتخرب الحياه !!! ياميت خساره علي السينما وعلي حالنا !!!!!

هناك تعليقان (2):

محمد حويحي يقول...

لحد دلوقتي مش فاهم دور عبد العزيز مخيون .. دوره كان فيه الهروب الاكبر .. منتصر كان بيهرب من المجتمع اللي بيجري وراه لتطبيق الحق الباطل ان كان منتصر علي باطل حق او حق باطل هما متلخبطين مع بعض

انما الظابط الصعيدي بلديات منتصر كان بيهرب من شي اخطر .. كان بيهرب من نفسه بين ضميره والواجب اللي بيحتم عليه انه يقبض علي منتصر وتقديمه للجلاد .. وبين الانسانيه والحق اللي الهو فاهمه ومترسخ في ذهنه ومقتنع بيه .. الظابط الغلبان اللي خاله مش مدير حاول يهرب من نفسه فوقع في فخ الجلاد

لان الجلاد أقوي من الضمير والواجب والحق .. لان الجلاد هو اللي مسير المجتمع .. فمنتصر والظابط الغلبان مات برصاصات بنادق عساكر الجلاد

المشهد ده عبقر جدا
ان الجلاد كان وسط النار التلاته كانوا وسط النار لا الاربعه كانوا وسط النار .. منتصر والظابط والجلاد والرقاصه

نجي الجلاد والرقاصه .. رغم ان الرقاصه هنا مش رقاصه من اللي متعارف عليهم وانما هي حاله انسانيه خاصه جدا موجود زيها كتير جدا .. الا انها نجت لانها اقدر من منتصر والظابط علي التلون والعيش وسط مجتمع لون الباطل بالحق

Ahmed Kamal يقول...

منتصر يقف ناظرا نحو القمر :
- مالك؟
- الجمر بدر الليلة
- أهه كله محصل بعضه

سينما بجد ، و فيلم يتحفظ بجد