22 أبريل 2008

الملس الحرير .......




الاسود ، انه لون" الملس" الحرير الموجود في دولاب تيته نبويه في *"مشتول" بلدتنا الريفيه ، الملس الاسود ،انه الزي التقليدي الذي كانت ترتديه عماتي وامي و زوجات عمي و جدتي واي من نساء الاسرة الكبيرات وقت يخرجن من باب الحديقه في زياره اي من بيوت العائلة ، اذ لايصح ان تخرج السيدات في مشتول بملابسهن الافرنجيه ، بل يرتدين فوقها ملس اسود مكشكش حرير ومعه طرحه كريب جورجيت سودا هفهافه......
وكم استهواني ذلك الملس ، وحلمت بارتداءه ، مثل نساء الاسرة الكبيرات ، حلما بأن نكبر بسرعه ،ونصبح مثل هذه السيدات ، وعندما بلغت اثني عشر سنه ، قررت وبنات عمومتي ، ان نرتدي ملس النساء الكبيرات تشبها بهن ، وفعلا تآمرن علي ذلك وانتهزن فرصه نوم سيدات الاسرة بعد الغداء وارتدين جميعا الملس والطرحه وخرجن من الحديقه مسرعات ونحن نضحك لاننا كبرنا او نعمل اننا كبرنا ، وزرنا بيت عمتي ام صلاح وتجاوزنا عن الابتسامات المكتومه التي ارتسمت علي وجه بناتها ، وعدنا الي المنزل لنجد عماتي وامي وزوجات عمي يشربن الشاي في الفرانده وهن يضحكن علي هبلنا واستعجالنا علي الكبر ، وقتها غضبنا منهن ، لانهن اطلقن سخريه الاولاد علينا .......
واليوم وبعد ان مرت كل هذه السنوات وماتت العمات و كاد البيت ان يباع و سرق الملس ، وخرجت النساء في مشتول دون ملس ودون طرحه ، ادركنا اننا وقتها لم نكن هبل بل كنا بنلعب بمنتهي الجديه دور النساء الكبيرات ، و ياليتنا وقتها لم نفعل ، فالكبر اتي اتي لا ريب فيه ..ومازلت احب الملس الاسود ، واحسه حريمي وجميل ، واحس تجاهه بذكريات محببه ،.......
لذا وقت سافرت مؤتمر المرأه في الصين ، اخذت معي ملس مزيف اشترتيه من خان الخليلي لارتداءه في اليوم العربي كزي تقليدي للنساء في بلدتنا ، وارتديته وعدت لطفولتي ومراهقتي وذكرياتي ، وترحمت علي جدتي وعلي عماتي ، وعلي الوقت الذي كان يعامل فيه الملس بمنتهي الاحترام و تحسرت علي انه لم يعد الا فلكورا نرتديه في المهرجانات الاحتفالية.....
*"مشتول هي بلدتنا الريفيه وقريه صغيره من قري الشرقيه "
"الاسود - الذاكره الالوان"

ليست هناك تعليقات: