اعتدت من كل المتهمين الذين صادفتهم مذنبين في الحقيقة او ابرياء علي انكار كل التهم المنسوبة اليهم وادعاء البراءة وارتداء ثوب الشهداء والقديسين والضحايا والبكاء بدموع حاره او دموع تمساحيه علي حظهم العثر الذي قادهم ظلما وعدوانا خلف القضبان !! اعتدت هذا ودربت نفسي علي تقبل انكارهم باعتباره دربا من دروب الهروب من الواقع الاليم الذي يعيشونه افتراءا او استحقاقا بل ودربت وجهي علي الحياديه المنضبطة فلا اظهر لاي منهم انني اصدقه او اكذبه ولاابين لهذا تعاطف مع روايته ولااوضح لهذا نفور من قصته بل حبست نفسي وقت تعاملت معهم في قالب مهني صرف وتعاملت مع انكارهم وهروبهم من الواقع ومن ذواتهم وكأنه الحقيقة التي لايوجد غيرها لكن ذلك لم يحل بيني وبين اختراق الحجب بحثا عن انفسهم الحقيقية وكثيرا ما نجحت في العثور عليها متوارية هاربة من هالات الكذب التي صنعوها وصدقوها وباعوها للاخرين واحتفظت بداخلي بانطباعاتي وارائي وتقديري الشخصي لكل منهم وروايته وقدر اقترابها من الصدق او الكذب ولم يكن لذلك تأثير علي عملي فقد ترافعت عنهم جميعها حسبما تقودي اوراق الدعوي وادلتها وحصل بعض المذنبين علي البراءة وقضي علي بعض الابرياء بالادانة تقودنا انا وهم لاقدارهم الادلة والمستندات وبعض الحظ !!! لذا كان اندهاشي كبير وقت قابلت احد المتهمين الذين كلفت بالدفاع عنه فاذا به رجل لايكف عن الاعتراف باخطاءه وخطاياه وجرائمه وكأنه يتباهي بها ولااخفي عليكم استفزازي من منهجه و نفوري من اعترافاته المتالية بجرائم اعتدي فيها علي ضحايا ابرياء وسرق نقودهم وخدعهم لكن السكينة التي كانت ترتسم علي وجهه قلصت استفزازي ودفعتني لاختراق عالمه بحثا عن فهم نموذج شاذ لم اقابل مثله الا نادرا ، اقتربت منه وسألته غاضبه كيف يقوي وهو عتيد الاجرام علي الاعتراف بافعاله الواحد تلو الاخر وكأنه لم يفعل شيئا ، كيف يقوي علي الاعتراف بجرائمه وفي ذات الوقت يطالبني بانكارها امام المحكمة وطلب البراءة له ، كيف يقوي علي الاعتراف بجرائمه دون شعور بالندم او احساس بالخزي !! والغريب والمدهش انه ابتسم لي بصفاء شارحا ان البراءة امام المحكمة نتيجه تقودنا اليها الاوراق اما الاعتراف بالجرائم دون خزي فهو افتراض عندي لادليل عليه افترضته بحكم الملابسات المحيطة وافترضته بحكم تصوراتي المسبقة عنه باعتباره اذا كان مجرما – حسب قوله – فلابد ان يكون غليظ القلب واتسعت ابتسامته اكثر وسألني "الا يكفي انني ارتكبت الكثير من الجرائم هل لابد ايضا ان اكون كاذبا منحطا ؟؟؟!!! ولم ينتظر اجابتي وتركني وعاده لمكانه مبتسما هادئا لاتشعر من نظرات عينه الا بمصالحه النفس !!! وبقيت حائره افكر في سؤاله ولم اجد له اجابه حتي الان؟؟؟؟؟؟؟
هناك تعليقان (2):
من الممكن ان تكون تلك القوة فى الاعتراف بالذنب تفتح لة باب للعودة عن الذنب
استاذتى ساروى لكى قصة صغيرة وساترك لكى ايضا البحث عن الاجابة
هناك انسان رغم انى لا اعترف بة كانسان
كان
يختم القران ويداوم على الصلاة واحيانا يكون الامام
وفى تهاية اليوم يذهب ليرفة عن نفسة فى كل درب حرام
وعندما تالية كيف تقف بين يدى الله وانت مرتكب لكل تلك الكبائر
يجيبك بمنتهى البجاحة
كل شئ ولة حسابة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومازال مستمر
الا يكفي انني ارتكبت الكثير من الجرائم هل لابد ايضا ان اكون كاذبا منحطا ؟؟؟!
طب والله دا فيلسوف .. بس هو الكدب ايه؟؟ يعني لما حد يسالني وما اقلش الصدق ابقي انا كده كداب
انما لما ابقي انا اللي من نفسي ماشي ادلدق من بقي اعترافات يبقي دي بجاحه ولا صدق؟؟!!
اهو سؤال كمان والسلام
إرسال تعليق