23 أبريل 2008

قلبي معك .....ان كان يجدي .....!!!!!!



في البدايه ، تملككي سؤال ، ليس له اجابه ، لماذا ، لماذا هي ؟؟ سألت السؤال وانت تعرفي ان اجابته خارج قدراتنا وقدراتك ، سألته فرارا من التقبل ، وليس اعتراضا وليس احتجاجا ، سألته ضعفا ، وليس استكبارا او استنكارا ، لماذا هي ؟؟ واذ انتظرت ولم يدركك الجواب ، دوي في اذنك صوت عدم التصديق يصمها بحيث لم تعودي تسمعي أي صوت اخر ، فالكلمات الوحيده التي كنت ومازلت ترغبين في سماعها ، لن تسمعيها ابدا , اتصور ان الالم الذي تعرضت له ، من الضخامه و الكثافه و العمق الي الحد الذي لم تفهميه ، ولم تفهمي لماذا الم بك ، ، الا ان كل المظاهر حولك ، اكدت لك ان الخبر الذي كرهتيه من اعماق قلبك ، حقيقي ، فكرهت الحقيقه ، وكرهت كل المظاهر التي اوحت بها ، وانكمشت داخل نفسك لاتصدقي ، تتمني ان تستيقظي من هذا الكابوس ، وتهرولي فزعة الي ابنتك فتحضنيها بكل الامتنان لله ،وتقصي عليها وهي في حضنك المرتاع انك رأيت كابوسا والعياذ بالله ، وتطبطبي عليها بعد ان تلتقطي انفاسك ، وانت ترددي في اذنها ، الحمد لله انه كان كابوس ، لكن امنيتك للاسف لم تتحقق ولن ، لذا سرعان ماانكمشت داخل نفسك للحظات ، ثم فتحت عينيك ثانيه ، فتأكدت انه ليس بكابوس ، بل هو واقع مرير وان الالم الذي يتملكك حاصل وحقيقي ، فتسارعت دقات قلبك المحترق اكثر ، و ازداد الخواء الذي يتملكك اكثر ، ورفضت التصديق ، وصرخت لا اصدق ، كأنك تناشدي الدنيا ان ترد عليك ، لاتصدقي فالذي اوجعك غير حقيقي ، لكن الدنيا لم ترد عليك ، بل فرت امام احزانك خجله ، فبقي الصمت وصوت النحيب يحاصر اذنك وقلبك وعقلك الرافض لتصديق ما حدث !! ليؤكد لكي ان المأساة التي ستعيشيها قد بدأت فعلا ، فارتفع صوت بكاءك متحشرج مختلط بانفاس متقطعه كأنك ترفضيها ، وترفضي الاستمرار فيها ، ثم عدت للصمت لا تصدقي ، نظرت الي كل الوجوه حولك ملتاعه مروعوبه متألمه ، تبحثي فيهم عن طمأنينه تؤنسك ، تنفي حدوث الحقيقه ووقوع المأساة ، لكن الوجوه لم تمنحك ما كنت تبحثين عنه ، فصرخت صرخات متتاليه تنادين ابنتك ، كأنها ستقفز من حيث عالمها البعيد اليكي ، تدفن نفسها في حضنك الدافيء ، ناديتها وناديتها وكررت النداء ، فلم ترد عليك ، فعادت دموعك الحارقه ، تخرج من عيونك الحمراء فيضانات الم ، ترسم علي وجههك معالم المأساة التي تعيشيها ، لتصمتي ثانيه ، وتتعلق بك كل الانظار تراقب بقلق ، ماذا سيحدث لكي ، وانت لست معهم ، بل ان تبحثين لنفسك عن مخرج يأخذك بعيدا عن خنقه الحزن التي تمرر الهواء حولك ، لكن الهواء المر الثقيل يحاصرك ، وصوت النحيب يحاصرك ، و دموع اللهب المنصهر تحاصرك ، فتصرخين " احضنها مرة واحده وتموت " وتكرري العبارة عشرات المرات ، كأنها لم تموت ، يالها من امنيه قاسية تعبر عن منتهي الفقد الذي تشعري به ، امنيه مريرة ، لكنها حتي تلك الامنيه المريرة لن تتحقق فتعود دموعك الي الانهمار وانفاسك الي التلاحق ودقات قلبك الي التسارع ، ويعود صوت النحيب يحاصرك فتصرخين لا اصدق ، وهكذا تغلق الدائرة عليك سؤال بلا اجابة ، و دوامه من عدم التصديق والبكاء والمرارة ثم وهم امنيه لم تتحقق ، ثم عدم التصديق ثانيه وهكذا .,.هل قلت شيئا ولو قليلا مما احسست به !!هل احسست ان ايام العمر التي مضت بكل افراحها واحزانها والامها وشجونها قد سرقت منك ؟؟ هل احسست ان ايام العمر القادمه بكل الامنيات التي كانت فيها قد حجبت عنك ؟؟ هل احسست ان النار الدائمة اشتعلت في جوفك ومازالت ، حرقت قلبك واحلامك وامنياتك و كل مشاعرك وتركتك تتلوي من الالم ، هل احسست ان الارض التي كنت تسيرين عليها ، بتصور ان انها ارض ثابته راسخه ، ليست الا رمالا متحركة كدوامه عملاقه هوجاء ابتلعتك وملئت جوفك بذرات الرمل الخشنه تجرح حشاياك وتلافيف قلبك ، هل احسست ان الهواء الثقيل المر ، قد ملء رئتيك فتشعبت المرارة بداخلك وانتشرت ، فكرهت التنفس والهواء ، هل احسست ان الظلام قد خيم علي ايامك ، فتهت وانت في مكانك واغتربت وانت بين اهلك و انتابك الفزع وانت في وسط احبائك عاجزين عن مواساتك ومواساة انفسهم ، هل تمنيت ان تنامي وهرب النوم منك وحاصرتك الذكريات التي انقلب مرحها حزنا فعششت في مقلتيك احتلالا يحول بينك – وبشكل مطلق – وبين أي سكينه او طمأنينه او امان هل تمنيت ان تعود الايام ولن تعود ، هل تمنيت ان تفيقي من الكابوس ولن تفيقي ، هل رغبت ان تعود ابنتك الي حضنك ولن تعود ، هل احسست كل هذا وازيد ، هل احسست كل هذا وازيد ، تهزين رأسك المتعبه نفيا ، اسمع همسك " لم احس كل هذا لاني لا اصدق " وانا اصدقك ، انك فعلا لا تصدقي وازيد عليك ، ولن تصدقي .. قلبي معك ، ان كان يجدي !!!..هل قلت شيئا ولو قليلا مما احسست به !!هل تسمعين صوتها يرن في اذنك ، تبثك حبها وحنينها و احتياجها اليك ، فتفتحين احضانك لها شوقا فلا تجدي الا الذكريات تسكن في صدرك كالدبابيس الحاده ، لاتنزعيها ، بل تبقيها تؤلمك وتؤنسك !! هل تشمين رائحتها في انفك ، فتفتحين رئتيك علي اتساعهما ، كأنك ستخبئي الرائحه لك وحدك ، رصيد الايام الموحشه القادمة ، تنهلين منها ما يخفف مرارة الهواء القابع في حويصلات الرئه و جدارها ، هل ترين بعينك المتعبتين صورتها جميله مبتسمه كأنها معك ، هل تمدي يدك تحتضني ظلالاها ،فتفلت منك هاربه فلا تقبضي الا علي الفراغ يحاصرك مهما فررت منه !! هل تنظري الي وجه ابنها ، وتريها فيه ، وتشمي رائحتها في ثنايا جلده ، وتلحظي ابتسامتها في براءته ، و تري نظراتها في عينيه ، فتجذبيه الي صدرك ، كأنك ستوديعه في تجويفه خوفا عليه وعليها ، وتشكري الله علي انه ترك لك منها جزء ولو صغير وتعاهديها وتعاهديه ان تحبيه كما احببتها وتراعيه كما راعيتها ، و تغدقي عليه من حنانك لتعوضيه وتعوضي نفسك مراره فقدها ..هل قلت شيئا ولو قليلا مما احسست به !!هل تصدقيني ان قلت لك ، انني لم اصف بعد ما اتصوره مشاعرك ، فكيف هي ، ايتها المعذبة ، مشاعرك !! للمرة الثانيه والالف ، قلبي معك ان كان يجدي !!

" من رساله لم ارسلها لصديقه فقدت ابنتها العروس في ريعان شبابها "

ليست هناك تعليقات: