21 أبريل 2008

اغضبوا ....... !!!!!!!




منذ قرابة ثلاثين عاما ويزيد قرأت – كعادتي الاسبوعية - مقال الاديب والكاتب العظيم يوسف ادريس علي صفحات جريدة الاهرام فاذا به مقالا من نوع خاص لم نعتاده نحن مريدي ومحبي يوسف ادريس ، مقالا غير مألوف في الفاظه وموضوعه وهدفه !! مقالا يعبر عن احباط يوسف ادريس وونين لا يعبر الا عن الغضب ، انفجر فيه يوسف ادريس في وجه قراءه ووجه المصريين عموما يكاد يسبهم – من شده حبه فيهم وحرصه عليهم – فجاءت كلمات المقال مسموعة يدوي فيها صوت يوسف ادريس مجدولا بالمرارة والحنق يوجه فيه للمصريين جميعا الفاظا قاسية تكاد تفسر – لذوي النوايا السيئة – بأنها سبا في المصريين حيث لام الكاتب الكبير الشعب المصري علي قبوله العيش في ظروف معيشية مهينة وقاسية دون تذمر او غضب !! كان يوسف ادريس يصف بعض الاحياء السكنية التي يعيش فيها الناس خاضعين راضين قانعنين رغم ان مياه المجاري العطنة واكوام القاذورات والقمامة تحيط بهم وتحتل شوارعهم وطرق سيرهم ، يومها صرخ يوسف ادريس بصوت عالي غاضب هادر يلوم المصريين الذي قبلوا العيش وسط تلال القمامة يتنفسون روائحها القذرة دون تذمر او غضب ، يومها صرخ يوسف ادريس بصوت عالي غاضب يلوم المصريين الذين تحتل شوارعهم مياة المجاري العطنة الاسنة فاذا بالمصريين يتحايلون علي بحار القاذروات التي تحاصرهم ببعض قوالب الطوب يسيرون فوقها قفزا تحاشيا للغوص والغرق في المياة الخضراء الملوثة !! يومها صرخ يوسف ادريس وصرخ يحرض الناس علي الغضب ، يحرضهم علي الحكومة التي لاتكترث بامرهم ولاصحتهم ولاانسانيتهم فقبلت ان تخرج المياة العطنة من مجاريرها لتحاصر المواطنين في البيوت والقهاوي والمحلات ، صرخ يوسف ادريس يقول للناس بصوت تكاد تسمعه من وسط الكلمات مريرا غاضبا اسود اغضبوا لانسانيتكم المهدرة ، اغضبوا لعدم اكتراث الحكومه بكم ، اغضبوا لان ذباب القاذروات يقف علي وجوهكم ، لان ناموس المياة العطنة يلدع جلودكم ويشرب من دمائكم ، اغضبوا لان الحكومه تنظف الاحياء الراقية التي تعيش فيها ولاتهتم بالاحياء الشعبية التي تعيشون فيها ، واختتم يوسف ادريس مقاله بعد الغضب والغضب والغضب وبعد التحريض الذي احسه بلا طائل وبعد القسوة التي انفجرت من صدره في وجوه قراءه ، اختتم مقاله بالتشفي في الشعب الصامت القانع الراض العاجز وكآنه يقول لهم " تستحقوا !!!!!!! " لا اعرف لماذا تذكرت تلك المقاله وتذكرت ذلك الغضب وتذكرت ذلك التشفي في هذه الايام .... لااعرف لماذا تذكرت يوسف ادريس المحب لوطنه وتمنيته حيا معنا ثم اشفقت عليه مما يحدث فينا هذه الايام واحسست لو ان العمر طال به حتي يومنا هذا لمات الف مره كل يوم غضبا وكمدا وحزنا !!!!!!!

ليست هناك تعليقات: