03 نوفمبر 2008

زي البجع ........!!!!!!!!!!



. في صباح يوم الاثنين ، يوم شم النسيم ، كنت وقتها في الثالثة عشر من عمري ، كنت سهرانة مع حفلة عبد الحليم حافظ حتي الساعات الاولي من الفجر امام التلفزيون ، اسمعه يتلوي ويردد " موعود " والعجب انني كنت اردد خلفه " موعود معايا بالعذاب ياقلبي " بحرقة لاتتفق وذلك العمر ولا مع خبراته .. في ذلك الصباح ارتديت فستاني الصيفي الاصفر الجديد وكان جميلا - هكذا اتذكره واتذكر الاحساس بالسعاده الذي منحه لي – كان فستان منفوشا مزركشا وله صدر مفتوح يسعد في ذاته اي فتاه مراهقة مثلي وارتدت شقيقتي الاصغر فستان جديد لا اذكر لونه .. واستعدينا للذهاب الي النادي الاهلي مع ابي وامي للاحتفال بشم النسيم .. تلك الاحتفالات الصاخبة التي كان يقيمها النادي للشباب لكن اسرتي بل كل اسر الشباب كانت تذهب معهم للحفاظ عليهم وحمايتهم – من انفسهم علي الاقل !!!.. هرولنا علي سلم المنزل سعداء نهبط كل عدة سلمات في واحدة ، وانتظرنا ابي وامي الذين جاءا متجهمين ، ولم نحاول الاستفسار منهما عن سبب التجهم فهذه هي احد المناطق المحرمة علينا بالاضافة الي ان ابتسامتهم – اذ كانا معا - هي من الامور الغريبة علينا .. وقفنا امام السيارة الزرقاء الصغيرة التي يمتلكها ابي ولهذه السيارة قصص وقصص !!!.. وقفنا امام السيارة ننظر في مدخل البيت ننتظر هم ونحن نتأمل بعضنا البعض سعداء بالفسحة .. لكن ابي لم يتركنا في سعادتنا ، اذ اطل علينا بقامته الطويلة وطلعته المهيبة ونظر فينا وتأملنا ثم بادرنا بالسخريه من " الجزم البيضاء " التي كنا نرتديها وهي سخريه يقصد منها بالطبع احراج امي وقد نجح في ذلك بل واكثر منه ، تأملنا وكرر علي اسماعنا عدة مرات " حد يلبس حزم بيضا في الشتا ، انتم مش بتبصوا حواليكم ، حد عامل زي البجع زيكم " ورغم اننا لم نفهم وقتها سبب سخريته بالضبط من الاحذية البيضاء ولم نعرف ومازلت لا اعرف ماهو عيب البجع او نقيصته ، الا ان سخريته احرجتنا و نقلت لنا شعور بالخجل من منظرنا ، وودنا انا واختي لو توارينا وعدنا الي المنزل ، فالحفلة ، حفلة النادي يذهب اليها كل الناس وعلي الاخص الشباب في حالة تألق واناقه فهي احدي الساحات القليلة التي يري فيها الاولاد والبنات بحرية او ببعض حرية ، وددنا لو عدنا للمنزل وخلعنا الاحذية البيضاء لكنه لم يترك لنا حتي هذه الفرصة و حملنا في سيارته الي النادي بسرعة وهو يعيد علي اسماعنا عباراته الساخرة كلما رأي أي شخص يسير في الشارع يرتدي أي حذاء أي لون عدا اللون الابيض ورغم اننا تعمدنا تجاهل عباراته ، واحياء السعادة في انفسنا الا ان لون وجه امي القاتم ، الذي اخذ يزداد قتامه طوال الطريق اكد لنا ان اليوم نكد .. وهكذا مر اليوم كئيبا فلم نشتر الطراطير الملونه التي يحملها البائعين عند ميدان الجلاء علي عرباتهم الخشبية كعادتنا كل سنة ، لم نشترها لاننا لم نراها اصلا فلم يكن في مخيلتنا طوال الوقت الا الاحذية البيضاء اللعينة .. ومرت الحفل اشد كئابة ، فاليوم مر دهرا ، و نحن نبذل اقصي جهدنا في تخبئة ارجلنا تحت الموائد حتي لايري أي من اصدقائنا احذية البجع ، فلم نتحرك من اماكنا ولم نرقص مع الراقصين ولم نتمشي مع بقيه الصديقات تلك التمشية التي كانت المجال الوحيد لاستعراض اثوابنا الجديدة امام الجميع .. العجيب ان ابي نسي الموضوع بعد لحظات قليله وغاب من ذاكرته الي الابد ، اعتقد انني ان ذكرته به سينكره تماما رغم انه حادث علي تفاهته حفر في ذاكرتي ..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الحادث مش تافه ولا حاجة
عارفة يعنى ايه يبقى الواحد مهيأ نفسه للفرحة وتيجى كلمة صغيرة حتى لو كانت عن غير قصد تكسر فرحته دى؟؟؟
دى حاجة صعبة جدا

وأنا بقرأ دلوقتى عشت الحالة تماما وحطيت نفسى مكانك وحاسة انى انا كمان مش هنسى الموقف ده وافتكره معاكى بأثر رجعى
بصراحة اتأثرت جدا جدا جدا
يمكن عشان انتى صاحبتى الحلوة جدا اللى بحبها جدا وكنت عايزاكى تتبسطى فى اليوم ده؟؟؟؟
ياسلام لو كنت معاكى فيييه
كنا قمنا قلعنا الجزم البيضا وهات يارقص
ويبقى بابا يشوف بقى الجزم البيضا أحسن ولا نبقى حافيين وبنرقص أحسن:)هههههههههههههههه