كم سألت نفسي عن احساس القرد الحبيس في قبضان قفص حديقه الحيوان ، نظرت لعيونه الحزينة تلك التي لاتتجاوب وضجيج المتفرجين ولهوهم ، نظرت الي قسمات الي وجهه الممتعضه علي الرغم من كل الضحكات المرحه التي تحيط به ، نظرت الي حركات جسده الثقيل المرتخي وهو يطير في الهواء رغما عن انفه يؤدي دورا مرسوما له مجبورا عليه ، وضعت نفسي مكانه ، فاحسست الحزن يفيض ويطغي علي ضحك المارة ، واحسست الوحده تتملكني رغم كل الزحام العابر .. غلبان هو ، بائس ، محتجز وحيد ، لا يشعر به احد ولا يراه احد ، حبيس جدران اربع محاطه بالضجه والزيف ,, هذه هي الوحده التي سيطرت علي حياتنا جميعا ، كل منا يؤدي دورا مرسوما مجبورا عليه ، لم يختاره ، عليه ان يستمر فيه والا يتوقف عنه ، دورا لمصلحه الاخرين ، دورا ينتظروه و يتصارعوا من اجل استمراره ، اما انا ، هذا القرد البائس المسكين فلا احد يفكر فيه والادهي والامر انه لن يفكر فيه احد .. والامر في النهايه بسيط للغايه ، ان توقف القرد عن القفز ، ان تمرد علي دوره المرسوم ورفضه ، ضربوه بالرصاص لشيخوخته ، واستوردوا قردا اخر ،بعيون حزينه و قسمات وجه ممتعضه وجسد هزيل ثقيل متراخي ، ليقفز لهم ويضحكهم وهكذا ........... واحترس ...... فاكم من بنادق مصوبه في وجهك تنتظر لحظه تمرد علي الدور المرسوم !!!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق