" اني لااكذب ولكني اتجمل " قال احمد زكي هذه الجملة في الفيلم التلفزيوني الذي يحمل ذات الاسم وهو يبرر لحبيبته سبب خديعته لها وقت ادعي لنفسه وضعا اجتماعيا مزيفا ، قالها وهو يشرح لها عذاباته التي لم نتعاطف معها حين تبرأ خزيا من اهله الفقراء وشيد عالما وهميا نسب نفسه فيه لاسرة ثرية خائفا من النظرة المتدنيه التي ينظرها له المجتمع الاعلي وهو الشاب المكافح الذي " طفح اهله الكوته " وهم يبذلوا كل جهدهم لتحسين ظروفه بتعليمه تعليما راقيا يبعده وبعد زمن من جب الانحطاط الاجتماعي الذي يعيشون فيه!!! لكن احمد زكي او "ابراهيم" قضي حياته يأكل فطير الرحمه ويمد يده لصدقه الاغنياء وينام فوق جثث الاموات ويذاكر دروسه فوق شواهد القبور وتعلم بالقروش القليلة التي اقتطعتها امه الخادمه وابيه " التربي " من دخلهم البسيط ثم حين اشتد ساعده فر من واقعهم الكريه ودس نفسه وسط ابناء الاثرياء واحب اجمل فتياتهم وخاف من حكمهم عليه وخشي من نبذهم له بسبب فقره ووظيفه ابيه والحجرة التي ينام فيها وسط الاموات فتجمل ولون عائلته بلون الثراء وتحدث عن خاله المستشار وعمه اللواء واسرته الوهمية متصورا ان الخيال الذي نسجه بخيوط العنكبوت الواهية سينشله من واقعه المرير ويدفع به للصفوف الامامية وسط الصفوه الاجتماعية التي كان يري نفسه مؤهلا للالتحاق بها!!! لكن لان "الكذب مالوش رجلين " كشفت الصدفه الدرامية "ابراهيم" واذابت مساحيق التجميل المزيفة التي لون حياته بها فرأيناه وابيه في لحظة مريرة امام القبر المفتوح يهيلون التراب و" يرشون " المياة ويرتلون الادعية طالبين الرحمة والمغفرة للميت بأليه الحرفة البغيضه ، وقتها هربت " خيرية " المحبة من "ابراهيم " الكاذب وودعته واعطته ظهرها وبكت موته حيا بدموع عينيها غضبا من كذبه ورفضا للزيف الذي اوقعها في شباكه !!! وقد اثار ذلك الفيلم وقت عرضه جدلا كبيرا بين المتفرجين والنقاد وانقسوا فريقين اولهما كره "ابراهيم" وكذبه ورفض الزيف الذي خدع به فتاته المحبة وادانه وادان كذبه الفج ورفض كل التبريرات الدرامية التي حاول الفيلم تجميل وجه الكذب القبيح بها ، وثانيهما برر لابراهيم كذبه وخديعته باعتباره خضوعا قسريا للظروف القاسية المحيطة به وبحياته تلك الظروف التي حرمته من تقدير شخصي يستحقه وحكمت عليه بالاسر الابدي في قاع المجتمع الظالم بل ولعن هذا الفريق " ابو " الحياة وظروفها التي تدفع الحملان الضعفاء لارتداء ثوب الاسود المفترسه دفاعا عن وجودهم في الغابه الموحشة التي نعيش فيها !!! وسرعان ما نسي المتفرجين الفيلم واحداثه واحتفظوا في ذاكرتهم فقط باسم الفيلم "اني لااكذب ولكني اتجمل" تكئة مريحة يستخدمونها بسهوله ويسر يبررون بها لانفسهم وللاخرين تصرفاتهم الوضيعة حين يقرر شخص منهم ان يخدع الاخر ويكذب عليه فاذا ما كشفت الصدفه ذلك الكذب لمعت الدموع المزيفة في العيون الزجاجية البارده وادعي الكاذب زورا انه لم يقصد الكذب ولكنه " ياحرام " كان يتجمل تحت ضغط الظروف القاهرة التي يعيش فيها وبسبب عدم الفهم وسوء التقدير الذي يحاصره ويدفعه دفعا - انكارا لحقيقه ذاته التي يكرهها - للتجمل القسري !!! وانا اكره التجمل والكذب ولااقبلهما مهما كانت المبررات او الدوافع ، اكره التجمل الذي يهيل الالوان الخادعه فوق النفوس خداعا للاخرين باظهار النفس في غير ثوبها الحقيقي ورتق ثغرات ضعفها بالمساحيق الزائفه والادعاء بما ليس حقيقي فيها ... اكره الكذب والتجمل اللذين لا يمنحا صاحبهما الا وجودا مؤقتا يلغيه ويزيله سطل ماء ولو كان عفن يسقط فوق الزيف يذيبه ويكشفه ويعري البدن المرتعد خوفا ووحده ... الكذب والتجمل لا يمنحا صاحبهما الحب بل يهموه بالتفات كاذب يسعده مؤقتا وسرعان مايفيق منه فانا وجميع البشر لا يحبون التآلق الزائف ولا يطمئنون لبريق الالوان الخادع وسرعان مايفرون رعبا من اقنعه الخديعه حين يكتشفون حقيقتها المخيفه ، فالاخر الذي يرتدي الوجوه بحثا عن وجوده وسط البشر يطرد منبوذا من وسطهم حين يكتشف الاخرين انهم لم يحبوا الا قناعا ولم يتعاملوا الا مع قناعا ولم يكشفوا حقيقه نفوسهم الا مع قناعا اخفي عنهم انسان كاذب مرتعد خائف من نفسه في المقام الاول ... احب البشر الحقيقين بضعفهم بعيوبهم بمشاكلهم النفسيه احبهم كما هم دون مساحيق الكذب ودون تجمل الزيف ودون مبررات الخديعه اللعينه ... احبهم كما هم واتمني دائما ان يحبوني علي حقيقتي ولو كانت لا تروق لهم بشكل كامل فوجهي الشاحب اجمل واصدق الف مره من وجه المهرج التي يسيل منها الكذب والخداع الوانا كانت براقه ولم تعد !!!!!!! اكره الكذب والتجمل واضحك علي المهرجين لكني لا احبهم وتعجبني احيانا الاقنعه البراقه لكني لا ارتديها ابدا ولا اطمئن للشخص الذي يجيد الكذب ويحترف التمثيل علي مسارح الحياه ولااصدقه فتعبيرات وجهه التي يظهرها لي في كل لحظه ليست الا الف قناع مزيف لم اكتشف زيفهم بعد !!!!!!!!!
هناك تعليق واحد:
احب البشر الحقيقين بضعفهم بعيوبهم بمشاكلهم النفسيه احبهم كما هم دون مساحيق الكذب ودون تجمل الزيف ودون مبررات الخديعه اللعينه ... احبهم كما هم واتمني دائما ان يحبوني علي حقيقتي ولو كانت لا تروق لهم بشكل كامل فوجهي الشاحب اجمل واصدق الف مره من وجه المهرج التي يسيل منها الكذب والخداع الوانا كانت براقه ولم تعد !!!!!!!
=====================
شكرا صديقتى
ليتهم يفهموا معنى الصدق ويلقون الاقنعه
إرسال تعليق