اعددت حقيبتي في عجالة ، لملمت اثوابي التي سبتني من طول تجاهلها ، وضعت كل اقلام الروج التي شاهدت وجهي يسطع باغراءها ، سكبت قارورات العطر فوق الملابس وفوق جسدي ، اخذت معي صندوق ذكرياتي ومذاق القبله الاولي وطعم دموعي ورنين ضحكاتي في الليالي البعيده والموسيقي الراقصه التي احتلني ، دفنت بين ثنايا الحقيبه البوم صور طفولتي علبه السكاكر التي منحتها لي امي مكافآه النجاح حزمه جوابات الحب التي ارسلها لي عاشقي الاولي ، وفررت !!!!!
هذه ليله الفرار ، التي ساهرب فيها من كل قيودي احمالي اعبائي همومي مشاكلي ، ساهرب فيها من كل احبائي اعدائي اصدقائي زملائي ، ساهرب فيها من الكتابه والقراءه والمذكرات والمقالات ، ساهرب فيها من كل الدنيا الا نفسي التي عذبتها بحمولي فصبرت ، قهرتها بصبري فتحملت ، قسوت عليها بعذاباتي فدللتني وهونت علي ، ساهرب من الدنيا كلها وانساها !!!
وفتحت باب الشقه وخرجت متسلله ، لن يستيقظ احد علي وقع خطواتي ، لن يكترث احد لغيابي وسيلتمسوا لي الاعذار وينتظروني واثقين اني ساعود اليهم صاغره ، لكن احساس التسلل اعجبني اسعدني ، اسير علي اطراف اصابعي وافتح الباب برقه واندفع مسرعه خلفه واغلقه خلفي واتنفس بعمق !!!!!!
ساترك خلف ظهري كل مايؤرقني ، مشاكل الحياه واوجاعها ، ساترك قيودي وهمومي ورجاحه عقلي ونضجي ، ساترك سنوات عمري الكثيره ، الذكريات الموجعه وشلالات الدموع ، سانسي الجدران البارده التي طالما احتوتني والاحلام التي تملكت نفسي ولم تتحقق وابقتني اتلظي شوقا لتحقيقها ، ساترك امومتي وبنوتي وتاريخي ، ساتجاهل الاخفاقات والمرارات والرغبات الانتقاميه وجبال الهم ، سأفر من السيده التي اعرفها وتسكنني واحلق في البراح حره بلا قيود بلا اثقال ، سافر منها ومن نفسي واهرب بعيدا ، ربما سافقد الذاكره ، تلك المتوحشه الموحشه الموجعه ، لقد قررت افقدها ، انا الان بلا ذاكره ، بلا وجود سابق ، ساعيش اللحظه التي ساعيشها وليذهب العالم كله للجحيم ، ساعيشها كما يحلو لي وبعدها اموت اعود استرد الذاكره اعود كما كنت اعود اخري كل هذا لايهم ....
انزل درجات السلم بسعاده اكاد اغني في وسط الليل ، ااقف في الشارع حره كالعصفور اكاد اغرد ، ارنو ببصري للسماء ابتسم لنجومها الساطعه ، يرتجف بدني من النسيم البارد فازداد سعاده ، كان روح شابه تقمصتني ، ابتسمت للقمر فخرج من خلف السحاب وسطع مبتسما ، ارسل اشعته الفضيه لقلبي ترويه !!!
تمنيت لو جاء بساط الريح وحملني بعيدا و...... ركبت بساط الريح والقيت بحقيبتي بجواري ورحلنا .......لااكترث اين ساذهب ، فاي مكان بعيد اجمل مما اعيش فيه ، اي مكان غريب لايهمني ، فالغربه احملها في قلبي اينما احل والاغتراب قدري الذي ولد معي وتغذي من حبل امي السري وكبر ونضج معي ، الاغتراب قدري ، صخب بلا حميميه ،بشر بلا عواطف ، قلب بلا نبضات ، حبيب لايمنحك الا ربع نفسه ويفر بالباقي لبعيد ويتركك ترنو لاكتماله لكنه لايكتمل ولايرحل ، ساذهب لاي مكان بعيد لايعرفني ولااعرفه ، لااحمل له ذكريات في الذاكره التي كانت قبل افقدها ، لن اكون وحيده ، ساختار صحبه خاصه ، سانتقي بعض الخيالات اجسدها بشرا ، ساصنع معهم وبهم الذاكره الجديده الرئيفه الحنونه التي تخلو من وخز الاوجاع واوجاع الماضي ، مكان جديد وذاكره جديده وليله واحده بلا حصار !!!!
هذه هي رحلتي ........ لمكان بعيد بلا ذاكره لاعيش ليله حره !!!
مازلت احلق فوق بساط الريح ، اري العالم من تحتي خرائط وخطوط ، اراه وجها صبوحا ضحوكا ، فبساط الريح حلمني لعوالم الحلم البعيده ، عوالم الحلم التي لاتؤرقني ولاتزورني وتشوقني وتفر ولا تتحقق ، بساط الريح حملني لعوالم الحلم البعيده ، عوالم دافئه حانيه كانها ستتحقق ، كانه يلقيني وسط اطياف الدفء تهدهدني ، ابتسمي ياسيدتي ، انت الان في رحله الفرار السعيده ، انهلي من الفرحه قدر ماتستطيعي ، تزودي بما يقويك وقت تعود لعالمك الموحش ، تزودي بما يكفيك ، فلن تفري كل يوم ولن احملك كل يوم للعوالم الرحيبه والفرحه ، مازال بساط الريح يتهادي فوق الاراضي الضحوكه ، يحملني من ابتسامه كبيره لوادي صهلله الافراح لسهل السعاده لجبال البهجه ، اراضي منبسطه سعيده فرحه ، تتمني وانت فوق السحب البعيده علي اجنحه بساط الريح تتمني تلقي نفسك في احضانها ، تحسها مستعده لاستقبالك والترحيب بك ، ومازالت الوح للاراضي الضحوكه والوقت السعيد طويل وممتد !!!
سالت النجم الساطع عن عدد امنياتي التي سيحققها لي ، افصح لي " كل امنياتي مجابه " ابتسمت ونمت مطمئنه فوق البساط يشق السحاب ويعلو بي فوق الخرائط واعبر الصحراء ، استيقظت علي نسمات حنونه تلاطف وجنتاي ، كانها انامل امي ، استيقظت مبتسمه ، نظرت في ساعتي ، الوقت الجميل لاينتهي ، تسللت من منزلي منذ دقيقتين ، فيهما جبت العالم وحلقت في الاراضي الضحوكه وسافرت لعالم الاحلام الرحيبه وتكلمت مع النجم الساطع وتحممت بضوء القمر وابتسمت ابتسامه كبيره لااعرف كيف امحوها من فوق وجهي!!!
ومازلت فوق البساط السحري احلق علي اجنحته للحريه والسعاده ، لمحت واحه خضراء ، كانها " نغازه " علي وجه مبتسم ، تمنيت لو قبلتها ، هبط بي البساط السحري فوق تلها المنزرع بالرياحين ، ارض خضراء بكر يفوح من طينتها عبير الزهور ، هل ارقص باليه ، هكذا ظننتني ، خطواتي علي الارض طائره ومحلقه ، جسدي خفيف كان اجنحه تحمله ، ابتسامتي تسطع في الليل فرحا تنيره بملايين القناديل العطره ، مازلت اتغندر فوق الارض لااسير ، نزلت من فوق التل لكوخ خشبي مزين بالجهنميات الحمراء ، كانه قطعه ياقوت تسطع بالدفء ، اتمني اعيش فيه ...
حملتني نجمتي الساطعه لعتبه كوخ الامنيات ، سلالم رخاميه بيضاء ، رخام دافء ،يشع حميميه ، شرفه خشبيه يزينها كرسي هزاز ، عصافير فرت من الجنه وانتظرتني ، تغرد بالحان احبها ، عصافير مبتسمه ، مناقيرها ترسم فرحه فوق وجوهها الصغيره ، جلست علي الكرسي اتأرجح ، اقتربت مني بعض السناجب ، بيضاء وبنيه ، تلهو مع ارنب فضي ، كانه فر من بدن القمر وانتظرني ، صدحت العصافير المغرده ترحب بي في الاراضي الضحوكه ، اقتربت مني عصفوره ، مدت لي منقارها يحمل قالب سكر ، حطت علي ذراع الكرسي الهزاز وابتسمت ، مالك مرهقه لهذا الحد ، لاتستسلمي للاحزان ، انها سم يقتل الروح ، قاوميها بالرقص بالضحك بالاحلام ، غردت العصفوره ولفت حول بدنها بخطوات راقصه ، تعلمني المقاومه ، ضحكت فسطعت الشمس بسرعه وغابت ، همست لي الفرحه تطيل العمر ، تغير قوانين الطبيعه ، تسطع الشمس وسط الليل ، تعيد الشباب للارواح المتعبه ، هززت راسي وابتسامتي علي وجهي كبيره ، اوافقك لكن الاحزان تحاصرني ، مدت العصفوره لي جناحها تدعوني للرقص ، تصفر بمنقارها نغمات اعرفها حانيه طيبه ، انظري لي جيدا وقلديني ، لفت حول جسدها فلففت ، حلقت بجناحيها فضربت بذراعي في الهواء ، انثنت كانها ستنام علي الارض فحنيت جذعي ، قامت مبتسمه للسماء فرفعت راسي وضحكت ، سطعت الشمس بسرعه في منتصف الليل وغابت ، اعادتني للكرسي الهزاز وطارت وسط زميلاتها ، يصفرن بمنقاريهن نغمات حنونه ، ضحكت وقالت لي لاتنسي الدرس الاول ، الفرح يغير قوانين الطبيعه ويطيل العمر !!!
مازلت فوق الكرسي الهزاز اتأرجح ، مبتسمه ، الهواء دافء يلفني كانه حضن امي ، امي ، غادرت الجنه وجائتني ، جميله صبوحه الوجه ، كانها عروس شابه ، الجنه ياامورتي اجمل مماتظنين ، اجمل مماتتصورين ، الجنه لايدخلها الا اصحاب القلوب الرحيمه والصابرين ، امي الحبيبه جائتني تزورني في الكوخ الخشبي في الاراضي الضحوكه ، جلست امي بجواري ، اسقتني من نهر الكوثر ، ماءا له مذاق طيب ، انه نهرها ، سميت علي اسمه فحملت ماءه الطيب في عروقها تنشر الرقه والحنان اينما حلت ، جلست بجواري وقصت علي حياتها في الجنه ، هناك ياامورتي الحياه طيبه ، ابتسمت ، ابتسمت امي فسطعت الشمس مرتين ، ضحكت امي فانهمرت الامطار الحانيه حبا ، بكيت فمسحت وجهي بماء الكوثر ، لاتبكي ياصغيرتي ، لاتفسدي رحله فرارك ولاتلوثي الاراضي الضحوكه بهمومك ، دموعك ستنبت في الارض اشواكا والاراضي الضحوكه تفترشها الفرحه بساطا سندسيا ، كان وجه امي قمرا ساطعا في السماء ، كان القمر ارتدي وجهها الحنون ليسطع ، احسستها سترحل ، لم اشعر حزنا لفراقها ، فالقمر الساطع لايفارقنا وينير نفوسنا الموحشه بالرحمه ، ستوحشيني ياامي ،ضحكت ، ياصغيرتي انا اعيش معك وفيك ، انا بداخلك وانت معي في الجنه ، كلما ضاقت بك الايام تذكريني ، واشربي من قنينه نهر الكوثر التي جلبتها لك ، طيبه وفرحا لايفرغ ولاينتهي ، تركت القنينه بين كفي ورحلت ، فتحتي كفي فاذ به قلبها الشفاف مليء بماء نهر الكوثر ، ينبض بالحنان ، اجتاحني الدفء وجفت دموعي وتمنيت لو نمت في حضنها برهه ، انتفض قلبها بين كفي وقفز يحتل قلبي ، انا في حضنها دائما ابدا ، لااغادره ولم تغادرني ، لوحت لها فرحه وهي تحلق بعيدا ، سطعت الشمس ورسمت باشعتها درجات ذهبيه حملت امي للجنه ، لوحت لي امي مبتسمه ، انتفض قلبها في قلبي وغابت الشمس وبقي ضوءها الحاني يرسم ابتسامه امي في السماء !!!
مازلت علي الكرسي الهزاز اتارجح ، اقترب من قدمي الارنب الابيض ، فروته بيضاء حانيه كمويجات البحر لحظه الشروق ، اقترب مني يحمل بين اسنانه قرنفله بيضاء ، القاها تحت قدمي وقفز علي حجري ، يحدثني ،لااتعجب ، ففي الاراضي الضحوكه تتكلم الارانب وترقص العصافير وتسطع الشمس في وسط الليل ، احببت قرنفلته ، شكرته عليها ابتسم ، فتدحرجت اللائالئ البيضاء علي الارض ، كانه يلاعبني بقطرات الندي ، جمعها وصنع لي عقدا وقرطا ، زين جيدي بعقد الفرحه ، همس في اذني ، لماذا لاتلعبي معي ، نسير معا فوق البساط السندسي ونغني ، نلهو معا ، ساختبيء منك خلف الشجره ، ان عثرتي علي تربحي النجمه الساطعه ترقد للابد فوق نافذتك ، لم يتركني افكر ، سحبني من ذراعي وترك القرنفله البيضاء علي الكرسي تتارجح بدلي ، خلعت حذائي وسرت حافيه علي البساط السندسي الرطب فسرت الفرحه تيارا كهربائيا في بدني ، سطعت الشمس بسرعه وغابت ، كانها ستلعب معنا ، جري الارنب الابيض واختبأ مني ، ترك لي خطواته علي العشب دليلا لا يحير ، نظرت حولي ، ساحه واسعه تزينها الاشجار ، افكر ايهم اختارها ليختبيء خلفها ، سطعت الشمس كانها تقودني لمخباءه وغابت بسرعه ، اظنه اختار شجره البرتقال لينام تحت بدنها ، خدرته الرائحه العطره فسقط صريع الفرحه ، اقتربت من شجره البرتقال ، لاتحمل برتقالا بل تحمل وجوها ضاحكه ، خيالات واطياف لبشر سعداء فروا من عوالمهم الموحشه ولعبوا مع الارنب الابيض في الاراضي الضحوكه ، لكن عبير البرتقال يخدر ، يتسلل لانفي لصدري لبدني ، احلق واطير، اختار برتقاله كبيره وارسم عليها وجهي مبتسما ، اعلقها فوق بدن الشجره وسط اوجه السعداء ، مازلت خدره ، اين الارنب الابيض ، تسطع الشمس وتشير لي بشعاعها الدافيء علي مخبه ، اقترب منه مبتسمه ، يقع في يدي فرحا ، كنت اتمناكي تعثري علي فاهديكي النجم الساطع يزين شباكك ، انه مرآه روحك ، انظري في وجهه ستري روحك تسطع مثله ، لاتسمحي للعتمه تطفيء سطوعها ، احببت الارنب الابيض ، قفز بعيدا ، سافتقدك ، عاد مسرعا ، من قال اني ساغادرك ، النجم الساطع منزلي ، حين اشعر بخفوت روحك وارهاقك ، سنطرق نافذتك ونكسر جدرانك ونفك اسرك وساختبيء منك خلف شجره الوجوه السعيده وساتركك تعثري علي وسامنحك فرحه العثور علي الفرحه وساحتلك النجم الساطع وساحتل انا وهو نافذتك ، قفز بعيدا يلوح لي بكفه ، لاتنسي ، لاتسمحي للعتمه تطفيء سطوعك ولا تخمدي جذوره روحك بالهم !!!!
مازلت في الارض الضحوكه اسير علي البساط السندسي ، تناديني الجهنميات الحمراء ، اهرع لها ، تترك بدن الكوخ وتلف بدني ، تصنع لي حضنا حانيا من وريقاتها الناعمه ، تستبدل دمائي المحروقه باخري طازجه من رحيق اوراقها ، تشدو الجهنيمات الحمراء فارقص داخل حضنها ، تضمد جروح بدني الممزق بالجروح ، تضع داخل كل جرح ورده حمراء فيلتئم بسرعه ، يتجدد جلدي ويفوح عرقي عطرا وتزين الوردات الحمراء شعري ، تهمس لي الجهنميات الحمراء ، جروح البدن تلتئم وجروح الروح تبقي ، حافظي علي روحك ، لاتسمحي للاشواك توخر روحك ، فالحزن والهم والمراره اشواك الروح ، جروح الروح تبقي صبرا مريرا في النفس لاتغادرها ، حافظي علي روحك علي حيويتها علي بساطتها علي صدقها ، تسللت الجهنميات الحمراء لروحي ترتق جروحها تعالجها تنتقي الاشواك القديمه وتخلعها بلا الم وتقذفها بعيدا ، سطعت الشمس وغابت ، تمايلت الجهنيمات الحمراء وانا معها ، حملتني بفروعها الخضراء لارجوحه معلقه علي شجيرات الحنان ، هدهدتني فضحكت ، تمنيت ابنتي تنام بين ذراعي اهدهدها فاحضرتها العصافير الخضراء وقذفت بابتسامتها فوق بدني شالا حريريا ، غنيت لابنتي اغنيه تطمئنها فتراقصت الجهنيمات الحمراء وسطعت الشمس وظلت تدفئني وابنتي حتي انتهت الاغنيه ، لاتنسي ، جروح البدن تلتئم وجروح الروح تبقي ، قبلتني ابنتي علي وجنتي فرقص قلب امي وقلبي وسطعت الشمس وارسلت قبلاتها فراشات برتقاليه اضاءت الكوخ الخشبي والبساط السندسي والارض الضحوكه ، تمايلت شجره الوجوه السعيده فضحكت البرتقالات فانهمرت الامطار فرحا!!!
مازلت علي الكرسي الهزاز اتمايل ، مازالت العصافير الخضراء تغرد ، مازال الارنب الابيض يتقافز يقذفني بقطرات الندي تكسوني ثوبا لامعا متألقا بالفرحه ، قلب امي ينبض داخل قلبي ، ابتسامه ابنتي شالا حريريا مازالت تضم بدني ، مازلت اتأرجح ، تسطع الشمس وتغيب ، تلاعبني وتغذي روحي بالدفء ، مازالت ابتسامتي فوق وجهي صبوحه طازجه ، اندملت جروحي وطابت واثمرت الجهنميات الحمراء فوق بدني حنانا ، ساستعيد ذاكرتي ، انقيها من الاشواك والهم والحزن ، سازرع روحي بالعشب الطيب بلسما شافيا وارويه من ماء الكوثر ، سارقص مع العصفور الاخضر والهو مع الارنب الابيض واترك وجهي فوق شجره الوجوه السعيده ، الوقت عدي ومر ، وروحي برأت من اوجاعها ، سافتح صندوق الذكريات انتقي منه الذكريات الموجعه والاحزان القيهم فوق تل الرياحين ، سانظر لوجه النجم الساطع واحب وجهي الذي عاد صبيا برحيل تجاعيد الهم من فوق قسماته ، سارتدي اثوابي الانيقه وازين شفتاي بالروج الحاني واحافظ علي ابتسامتي السعيده واعود لحياتي الواقعيه ، ساعود وانا اكثر قوه ، فالاراضي الضحوكه منحتني كل السعاده التي تقويني وتحميني في عوالم الشقاء !!!
ومازلت اتأرجح يهدهدني الكرسي الهزاز كحضن امي !!!!!!!!
مازلت اتأرجح وبساط الريح ينتظرني لاعود لحياتي وذاكرتي شابه بلاوجع وبلا هم !!!
و.............. فتحت عيني علي ابتسامه امي ، توقظني لاذهب للمدرسه ، احتضنتها واغمضت عيني في حضنها ، قفز قلبها في قلبي وتحممت بدفءها ، اقص عليها حلمي الجميل ، فررت من العالم الموحش لحضنك ، لهوت مع الارنب ورقصت مع العصفور وتعالجت بالجهنميات الحمراء ، تكمل لي وهي تضحك ، وشربت من ماء الكوثر وتركت وجهه علي شجره الوجوه السعيده ، سالتها هل كان حلما عاشته ، احتضني بقوه ، بل هو واقع ستعيشيه ، اعرف مستقبلك ومطمئنه عليك ، ستحملك الايام يوما ياصغيرتي للاراضي الضحوكه ، ستنتظرك العاصفير الخضراء والارنب الابيض والجهنميات الحمراء ، ستسطع لك الشمس في منتصف الليل ويربض النجم الساطع علي شباك ، احتضنها بقوه ، لكني اخاف المستقبل ، ضحكت بثقه ،المستقبل مثل الجنه يعيشه بسعاده اصحاب القلوب الرحيمه والصابرين، لاتخافي ، امليء قلبك بالرحمه والحب وعيشي ، سياتي يوما البساط السحري يقلك مكان تحبين ، وهناك ستجديني انتظرك وكل الفرحه التي تستحقيها ، انتفض قلبها في قلبي وتمنيت لو بقيت العمر كله في حضنها ، فهمتني ورفضت ، لاتختبيء في حضني ياصغيرتي ، فالحياه الجميله التي تنتظرك اجمل واسعد وادفء من حضني ، الحياه الجميله التي تنتظرك لاتستحق منك فرارا ولا تجاهلا ، انها السعاده التي تستحقيها !!!
واستيقظت من النوم ابحث عن امي ، لكني في فراشي ، باب غرفتي موصد مثلما احبه ،وابنتاي يناما في غرفهما ، واشعه النهار تتسلل لشباكي ، كدت اتصور ماعشت حلما جميلا ، لكن النجم الساطع الذي يسطع فوق شباكي وصوت العصافير الخضراء يغرد في اذني وملمس الجهنميات الحمراء يكسو بدني والقرنفله البيضاء التي منحها لي الارض الابيض ملقاه بحب فوق مخدتي ، والابتسامه المرسومه فوق وجهي ، كل هذا اكد لي ان الاراضي الضحوكه احتلت منزلي ونفسي وروحي .... فتحت النافذه وابتسمت فسطعت الشمس وغمزت لي بعينها تهنئي علي سلامه عودتي من الرحله التي كنت فيها بسلام !!!! ا
بتسمت ابتسامه كبيره ومازلت مبتسمه !!!!!!!!!!!
هناك تعليق واحد:
كان الترحال الليلى هو البديل عن حالة الأغتراب والغربة والوحدة والأفتقاد للحضن الدافئ الملئ بالحنية والطبطبة على الروح والأبتعاد عن زحمة الحياة وسخافتها...كان الترحال لكى نتأمل أنفسنا من الداخل ونكتشف ما بداخلنا ومافى قلوبنا ..أنها فرصة للتواصل والتلاقى للعودة الى الفطرة الى أعظم قلب فى الوجود هو قلب الأم وأحن قلب أنها لحظة رائعة ...ليكون الترحال بالروح والمشاعر والأحاسيس ويبقى الجسد نائما وتتحرر المشاعر لترسم لوحة فنية فى غاية الروعة والجمال ...ليكون الترحال ليلة واحدة لساعة واحدة للحظات لا يهم المهم أننا نسرقها من الحياة ...وكان التمنى ببساط الريح فجاء فورا ..والشئ الرائع هو أسقاط الزمن والمكان لا مكان لهذه الأشياء التافهة التى تجعلنا محشورين داخل أيام وساعات وأماكن لاترحم ..وظلت الروح هائمة مابين الكرسى الهزاز وبين حضن الأم ومابين الحيوانات ...لترسل عشرات الرسائل التى تؤكد أن الأمل فى بكرة ليس مستحيلا ..وتفتح العين بعد رحلتها الليلية لتجد الباب مغلق كل شئ كما هو لا شئ تغير لكن ما تغير كان داخلنا ...تحياتى لحضرتك ومزيد من الأبداع
إرسال تعليق