15 يناير 2010

يعيش فينا .... ونعيش فيه !!!!!!!!



هل يرحل الماضي ويتركنا ؟؟
هل تمر احداثه وتمشي ، هي مجرد احداث عشناها وخلصت وخلاص ؟؟؟؟؟؟

كثيرين يسالون ، لماذا تعيشوا في الماضي ، تحنوا للماضي ؟؟؟ كثيرا سالت نفسي هل صحيح ، هل نعيش في الماضي ؟؟ وكيف نعيش فيه ، الماضي انتهي ، هل نبقي انفسنا اسري في احداثه كاننا نعيش الوهم لان الماضي لايعاش فعلا ؟؟؟


هل نعيش الماضي ، احداثه ، نستدعيها ونأسر انفسنا فيها ؟؟ بالطبع لا ، لااحد يقوي مهما كانت براعته علي الحياه في الماضي لان الماضي ماضي !! هكذا ببساطه !!
اذا كنا لانعيش في احداث الماضي ، هل يعيش هو فينا ؟؟؟
واذا كان لايعيش فينا ولانعيش فيه ، اذن هو رحل وبمعني اصح مات وانتهي الامر ؟؟؟


من قال هذا ، الماضي حي فينا ونحن اسري احداثه .... الماضي امسك قلمه وريشته وسكينه ورسم علي ارواحنا احاسيس احداثه .. تمر ايام وسنوات ، ننسي الوجوه ، ننسي الاحداث ، ننسي سبب المشاجره مبرر الفرحه تفسير الغضب ، ننسي كلمات الاغنيه التي اسعدتنا نفر من ظلمه الشارع الذي افزعنا ، ننسي كل هذا واكثر ، كل التفاصيل ، لكن كل ما اشعرتنا به التفاصيل والاحداث والصور الكليه والاحداث الكثيره ، كل هذا يبقي داخلنا ، حي لايموت ، لااتذكر الشارع المظلمه لكن قبضه روحي من الظلام لاتبارحني ، انسي الحبيب الاول او الذي كنت اظنه حبيب لكن دفء القبله الاولي وارتعاشتها لاانساها ، انسي ارقام نتيجه نجاحي لكني اشعر رغبه عارمه في القفز في الهواء كلما نجحت نفس الاحساس الذي تملكني مع نتيجه السنه الاولي الابتدائيه ، لااذكر القضيه الاولي التي ترافعت فيها وكسبتها لكني لم انسي ابدا نظره الشكر والامتنان التي نزلت علي روحي كالامطار الفياضه علي الارض العطشي الجدباء ، احداث الماضي تمر واحاسيسه تبقي ، هي خبرتنا في الحياه ، هي معرفتها ، هي كنز الانسانيه الذي جمعناه جوهره جوهره مع كل ثانيه من العمر الماضي !!!


نعم ننسي الاحداث التي عشناها ، ننساها او تناساها ، لكن ماشعرنا به مازال باقيا داخلنا ، نتذكره كلما مررنا بتجربه مشابهه ، فالسكر حلو والعسل حلو ومذاق القبله الاولي احلي ، والصبر مر والهجر مر والعذاب امر ، ماء البحر مالح ودموعنا مالحه والنذاله اشد ملوحه ، الفجر حاني والحضن اكثر حنانا ، وعندما يغلق الباب ضلفته فوق اصبع تتالم وتبكي وعندما يغدر بك من تثق فيه يغلق الباب ضلفته علي قلبك وتتالم اكثر ، الماء البارد في قيظ الحر يروي العطش والمشاعر الصادقه تروي عطش النفس اكثر ، البطانيه الصوف في صقيع البروده تدفئك وغرام الحبيب في صقيع الوحده يدفئك اكثر ، ندي الفجر يبهج قلبك وحميمه الصداقه تبهج قلبك ، صوت الموسيقي يسعدك وضحكات طفلك وفرحته تسعدك ، عندما تسير حافيا فوق الارض الخشنه تتوجع وعندما يهجرك الحبيب مع وعد بالتواصل تتوجع ، مشهد غرامي في فيلم تتمني تعيشه يثير في قلبك الاحلام لتعيشها ووعود المحب الذي يغرقكك بيها تثير في نفسك الاحلام لتعيشها ، هذا هو الماضي ما يبقي لنا منه مشاهد تتجرد من اشخاصها من احداثها من اسماءها ، تتجرد وتبقي مشاعر واحاسيس مخزنه في عقلك الواعي وغير الواعي ، تقفز في وجهك في نفسك في روحك في وجدانك احاسيس ومشاعر تقودك لاختيارات واختبارات وحب وكراهيه وموقف في الحاضر الذي تعيشه ، نعم الماضي يحاصرك بخبراته ليقودك في الحاضر للاختيار بمنتهي الحريه لما تختاره !!!

الماضي لايموت ، لكنه لايبقي ، يتحول لاطياف مجرد اطياف ، تحتلك ، تقود اختياراتك في الحاضر ، تذكرك بما احسسته ، ان وضعت الشطه الحمراء التي احرقتك في فمك ثانيه ستتوجع ، فان رايت الشطه الحمرا انتبهت من وجعها ، لاتحتاج ثانيه لتذوقها والاحتراق بلسعها ووجعها ، ان رايت الشطه الحمرا ستقرر في الحاضر اما تاكلها لانها لاتأذيك وانت قادر علي تحملها ، او انك ستبتعد عنها لانك تعرف وجعها ، هذا هو الماضي وعلاقته بالحاضر ، في الماضي عرفت مذاق الشطه الحمراء ولسعه الكهرباء حين تضع اصبعك في الفيشه وملوحه ماء البحر وقت شرقت فيه وانت صغير ولسع النيران عندما رفعت كنكه القهوه لاتنتبه لالسنه اللهب ، في الماضي عرفت حنان الامومه وحسم الاباء ، عرفت كيف تكذب كي تنقذ نفسك او تخدع الاخرين ، رايت كذب الاخرين لخداعك، سمعت اصوات قبيحه واصوات جميله ، شممت روائح فاسده قلبت معدتك وشممت عطورا اعجبتك وشممت بخورا خانق ودخان قابض خنق انفاسك ، لاتحتاج ثانيه للاختناق بالدخان حتي تدرك انه يقبض الانفاس ، لاتحتاج ثانيه للاحتراق بالنار حتي تدرك قسوه لهيبها ، في الماضي ، قابلت اناس مخادعين كاذبين وقابلت اناس طيبين معاطئين ، لهذا نظره وللاخر نظره ، هذا عندما يكذب يبتلع ريقه ، هذا يفكر برهه قبل الاجابه عليك يصيغ اكاذيبه بنت لحظتها ، هذا يحاول ان يحرف نظرك عن اكاذيبه ويدخلك في دوامات مخادعه حتي لاتنتبه لكذبه ، هذه تنبعث من مسام جلدها رائحه خاصه وقت الكذب ، هذا تترقق عيناه بالدموع وقت التعبير عن مشاعره ، هذا يتصبب عرق وقت يحب كانه سيموت خجلا ، هذه ترسم ملامحها بتعبيرات غريبه وقت الطمع ، كتاب ملامح وصندوق احاسيس ودفتر خبرات ، هذا هو الماضي الذي يعيش فينا ونعيش فيه ......


هذا هو الماضي ، وعلاقتنا به ، ننهل من احداثه ومشاعره ماينقصنا في الحاضر ، لانعود للعيش فيه بل نستدعيه ليعيش فينا ويمنحنا ما نفتقده ، نتفقد الحنان ، فنعود للماضي نبحث عن مصدرالحنان فيه ، نحي الاموات ممن حنوا علينا واحتوونا ، نتذكر حضن ام ماتت ، عطاء عمه رحلت ، دعاء جده حنون ، اجتماع عائلي حميم ، نعيش الحنان الذي نفتقده في الماضي نعيشه في الحاضر مستدعيين من الماضي ابطاله لنعيش في الحاضر مشاعره الحلوه ، نتفقد الحب فنعود للماضي ، نتذكر لقطه من فيلم جمله من روايه قصه حب عاشها احد اصدقائنا ، نستدعي الجميع لذاكرتنا ونعيش الحب ليس في الماضي بل في الحاضر بارشادات من الماضي ، نفتقد العطاء ، نتذكر مدرسه الفصل التي بذلت جهدا مخلصا ، نتذكر الجاره الطيبه التي كانت تحمل طبق الكعك يوم العيد ، نتذكر عماد حمدي في فيلم ام العروسه ، نتذكر الخياطه الهرمه التي كانت تفصل ملابس عرائسنا بمنتهي الجدعنه ........!!!


وكلما تعاركت مع الحياه وعاركتك ، كلما مررت باحداثها الكثيره وتعرضت لخبراتها المختلفه وجع فرح حزن هم بهجه سعاده ، نداله عطاء صدق كذب رياء براءه نفاق سذاجه حب كراهيه لامبالاة غباء ذكاء ، كلما تعرضت لبشر لمواضيع كلما قويت علي الحاضر واجدت التعامل معه وفك طلاسمه وفهم اسراره وغموضه !!!!


هكذا الماضي يترك ارشاداته للحاضر ، اسهم تدل علي الطرق ، علامات فسفوريه تقود للاتجاهات ، ليس بالضروره تتبعها ليس بالضروره تسير اسيرها خطوه بخطوه ، لكن من يتجاهل الماضي ودروسه وكتاب ملامحه وصندوق احاسيسه ودفتر خبراته ، من يتجاهل الماضي يتنازل طواعيه عن الخبرات التي اكتسبها في الحياه فكانه يعود للحياه عاريا من اسلحته كمن ولدته امه ساذج ويمكن كمان عبيط !!!


اقرؤا الماضي جيدا !!!! او اقرؤا النوت من اوله ثانيه !!!!!!!!!1


هناك تعليقان (2):

حمـــــــــــــــــــــة يقول...

الماضي راح و لن ألتفت الى الوراء
صحيح أستأنس ببعضه
أبكي فرصة فوتها على نفسي
ولكن
الآن و ما أدراك ما الآن
صنعت قاربي ووجهت شراعي عكس الرياح
فلتهب ما شاءت و في أي إتجاه
سأصل الى وجهتي
هكذا تعلمت
و لا أبخل بالنصيحة لمن أرادها مني
بساطة العيش و الثقة بالنفس كنز لا يقدر

عماد خلاف يقول...

الأنسان كائن معرفى يحيا على الذكريات..ولولا الماضى ماكان هناك فرصة للحاضر أن يولد فهو يعيش فينا ونتأثر به ونتفاعل معه ويتفاعل معنا ...
كل ليلة تتساقط عشرات الحكايات لتتحول الى ذكرى البعض منها يؤثر فينا ...ويجعلنا نتغير ونعيد ترتيب الأوراق من الداخل والبعض الأخر لا قيمة له يمر دون أن نحس به أو نلتفت اليه ...وهناك أشخاص جالسيين ومتحجرين ومتجمدين فى أماكنهم رافضين كل محاولات التحرك والتحرر من الماضى واهمين أنفسهم أن الحياة توقفت ولا أمل فى الغد ..ونسوا أن كل يوم تولد فيه الشمس ونحن موجودين فيه يحمل معه الكثير من الحكايات وعلينا أن نكون أكثر قدرة على جعل حياتنا مليئة بالذكريات المتشابكة والمتناسقة مع بعضها البعض لترسم طريقا جديدا....
نقف أمامها قليلا نتحاور معها نحللها لكن لابد أن نتركها تمر ..والا أصبح هذا الشخص منفيا وسجينا ووحيدا ومشردا داخل ذكرياته ...وأنسان بلا ماضى أنسان بلا ذاكرة ...تحياتى لحضرتك ومزيد من الأبداع والتميز